والذي (١) من باب الكيف فكاختلافهما (٢) في اللون ، أو في الشكل والصلابة واللين. وأما الاختلاف في الوضع فمثل (٣) اختلاف وضع ثدى الفيل والفرس (٤) ، فإن ثدى الفيل عند قرب الصدر ، وثدى الفرس عند السرة. وأما الاختلاف في الفعل ، فمثل كون أذن الفيل صالحة (٥) للذب ، مع كونها (٦) آلة للسمع ، وليس كذلك للإنسان (٧) ؛ وكون أنفه آلة للقبض دون أنف غيره. وأما الاختلاف في الانفعال ، فمثل كون عين الخشّاف (٨) سريعة التحير (٩) في الضوء ، وكون (١٠) عين الخطاف بالضد.
وأجزاء بدن الحيوان إما رطبة ، وإما يابسة. ومن الرطبة الدم والشحم والثرب (١١) والمخ والمنى وباقى الأخلاط والفضول. ومن اليابسة العصب والجلد والعرق والشعر والعظم والغضروف والظلف والقرن ، وما يجرى مجراه ، فضرب من الاختلاف الحيوانى فى الأعضاء.
وقد يختلف الحيوان من جهة المأوى ؛ فبعضها مائية ، وبعضها يبسية برية. والمائية على أضرب : منها ما مكانه وغذاؤه وتنفسه (١٢) مائى ، فله (١٣) بدل التنفس (١٤) النسيمى تنشق مائى ، فهو يقبل الماء إلى باطنه (١٥) ثم يرده ، ولا يعيش (١٦) إذا فارقه. ومنه ما مكانه وغذاؤه مائى ، لكنه مع ذلك يتنفس من الهواء فقط ، وسواء كان معدنه في الماء فلا يبرز ، أو كان له أن يبرز ويفارق الماء مثل السلحفاة المائية. ومنه ما مكانه وغذاؤه مائى ، وليس يتنفس ولا يستنشق ، مثل أصناف من الصدف والحلازين التي لا تظهر للهواء ولا تستدخل الماء إلى باطنها إلا على سبيل استنفاذ (١٧) الغذاء لا على سبيل التنفس. وسبيل التنفس أن يستنشقه ثم يرده ليروح الحار الباطن ، وليدفع الفضول الحارة ، التي إذا احتبست
__________________
(١) والذي : وأما الذي سا
(٢) فكاختلافهما : كاختلافهما م.
(٣) فمثل : مثل ب ، ط ، م
(٤) وضع ثدى الفيل والفرس : ثدى الفيل والفرس في الوضع ب.
(٥) صالحة : صالحا ب ، د ، سا ، ط ، م
(٦) كونها : كونه د ، سا ، ط ، م
(٧) للإنسان : فى الإنسان د ، سا ، ط ، م.
(٨) الخشاف : الخفاش ط ، م.
(٩) التحير : التحفز سا
(١٠) وكون : وكان ط.
(١١) والثرب : والسرب ط.
(١٢) وتنفسه : ونفسه ب ، د ، سا ، م
(١٣) فله : وله ب
(١٤) التنفس : النفس ب.
(١٥) باطنه : بطنه ب
(١٦) ولا يعيش : فلا يعيش م.
(١٧) استنفاذ : استنقاذ ط ، م.