اليمنى مرتفعة لأنها أقرب إلى الكبد. وكان (١) يجب أن يكون الأقرب إلى مبدأ ما يجذب منه ما هو (٢) أقرب إليه في الجهة ، وخصوصا والكبد أعلى وضعا والطحال أنزل وضعا ، فوضع الذي تحت الكبد أعلى والذي (٣) تحت الطحال أسفل.
وأما المعلم الأول فيقول : إنما وضعت (٤) اليمنى في العلو ، لأنها أقوى لأن أقوى الجانبين اليمين (٥) ، ولتكون نسبة الكليتين في الوضع نسبة الكبد والطحال.
والكلية (٦) اليمنى هي أعظم وأقل شحما ، لأنها أسخن (٧) وأقرب من الكبد. وكلية الإنسان تشبه كلية الثور ، وخلق لحمها كثيفا بضد ما خلق عليه لحم الطحال ، إذ كان لحم الطحال سخيفا. وذلك لأن الفضلة التي تأتيها رقيقة ، وهي تغتذى منها على سبيل تحلل من المائية الصرفة واحتباس من الدموية احتباس الراسب. فلو كانت سخيفة لينة لتحلل جميع ما يأتيها وعدمت الغذاء ، كما يعرض لبعض الكلى إذا سخف لحمها فتهزل وتضعف. وأما الطحال فما يأتيه (٨) شىء (٩) غليظ يحتاج إلى سخافة مسلك. فإن الطحال (١٠) والكلية مشتركان (١١) في أن الفضل الذي يندفع إليها يأتيها (١٢) بالغذاء إذ (١٣) سيلانها إليها (١٤) من منافذ واسعة لا كما للمرارة (١٥) ، ويأتيها (١٦) أيضا الغذاء في الشرايين التي تتوزع فيها.
وإن المعلم الأول (١٧) يعطى العلة في كون الحيوان المحزز والخزفى الجلد الذي لا دم (١٨) له عادما لكثرة اختلاف الأحشاء ، وإن ذلك لأنه غير محوج إلى توليد الدم وتصفيته بمصاف ، بل إنما له عضو واحد بدل القلب وآخر قابل غذاء ودافعه فقط. ويعطى العلة في أن بعض الحيوان المائى ممكن من قيء الفضلة السوداء ، ولذلك ليكدر ما يليه (١٩)
__________________
(١) وكان : فكان سا.
(٢) ما هو : هو د ، سا ، م.
(٣) والذي : والتي م.
(٤) وضعت : وقعت د ، سا.
(٥) اليمين : اليمنى ط.
(٦) والكلية : من الكلية سا ؛ فالكلية م
(٧) أسخن : أثخن ط.
(٨) يأتيه : يأتيها د ، سا ، ط ، م
(٩) شىء : ساقطة من ب د ، سا
(١٠) فإن الطحال : والطحال د ، سا ، ط ، م.
(١١) مشتركان : يشتركان د ، سا
(١٢) إليها يأتيها : إليهما يأتيهما ط
(١٣) إذ : إذا د ؛ ساقطة من ب
(١٤) إليها : إليهما ط.
(١٥) كما للمرارة : كالمرارة سا
(١٦) ويأتيها : ويأتيهما ط.
(١٧) وإن المعلم الأول : ثم إن المعلم الأول د ، سا ؛ ثم المعلم الأول ط ؛ قال ثم إن المعلم الأول م
(١٨) لا دم : لا جلد سا.
(١٩) ليكدر ما يليه : لتكون مائية ب ؛ ليكرر ما يليه د.