قال : وتلك الشؤون للنساء إلى الاستدارة ، وقد وجد رأس رجل لا شأن (١) له البتة.
وأما تشريح القحف وأعضاء الوجه والأسنان ، فسنذكره بعد ؛ وكذلك تشريح الرقبة والترقوتين وفقار الظهر والصدر.
وأما الشعر فيكون (٢) من البخار الدخانى المحتبس في المسام ، إذا نحن البخار ، واعتدل المسام (٣) بين المتخلخل الذي لا يحبس (٤) ، والمتكاثف الذي لا ينفذ. وقد يحلق (٥) للجمال وللزينة (٦) مثل اللحية ، وللمنفعة (٧) مثل الهدب التي (٨) على الأشفار ومثل الحاجبين. وقد يحلق لضرورة دفع الفضل مثل الشعر على العانة. ولا شعر على المشاء الذي لا يلد ، والذي يبيض (٩) فهو مفلس الجلد. ويتغير الشعر والوبر على الحيوان بتغير المراعى (١٠) ، فإنه إذا أخصب (١١) وفر (١٢) شعره ووبره. وشعر الحار المزاج إلى (١٣) الجعودة ، فإن أفرط تفلفل كالزنوج. وشوك القنافذ من جنس الشعر إلا أنه مفرط الغلظ والصلابة. والشيب ليس ليبس الشعر ، أى الشيب الطبيعى ، بل (١٤) ذلك (١٥) لون البلغم ، وهو لون التكرج (١٦) ، إذا خمد الحار الغريزى ، فلم يكن البخار الدخانى حارا جدا ، بل كان رطبا بلغميا. وقد يبيض الشعر لمرض (١٧) يعرض (١٨) ، ثم يسقط ، وينبت مكانه أسود. ويشبه أن يكون ذلك البياض لموت الحرارة الغريزية التي تخالط الشعر ، ولفقدانه الدهنية ، واستبداله المائية. وربما كان هذا لتحلل (١٩) الرطوبة ، وبقاء اليبوسة متخلخلة مبيضة ، كما يعرض للنبات (٢٠) الخضر وأغصانها.
فإذا كان أصل المزاج محفوظا بالسن ، والقوة مقتدرة على إعادة الصلاح عاد سبب السواد فاسود. وأول ما يبيض شعر الصدغين ، ومقدم الرأس لمجاورته رطوبة العضل (٢١)
__________________
(١) لا شأن : لا شئون ط.
(٢) فيكون : فيتكون د ، م.
(٣) المسام : (مسام الجسد : ثقبه ومسام الإنسان : تخلخل بشرته وجلده الذي يبرز عرقه وبخلو باطنه منها. «لسان العرب»)
(٤) لا يحبس : لا يحتبس م
(٥) بحلق : يلحق د. (٦) وللزينة : والزينة ط ، م
(٧) وللمنفعة : ومثل منفعة سا
(٨) التي : الذي ط. (٩) يبيض : لا يبيض ط
(١٠) المراعى : المرعى ط (١١) أخصب : خصب م.
(١٢) وفر : وفي د ، م (١٣) إلى : الذي م.
(١٤) بل : مثل ب (١٥) ذلك : + لكون م
(١٦) التكرج : (كرج الخبز وتكرج أى فسد وعلاه خضرة «لسان العرب»).
(١٧) لمرض بمرض ط (١٨) يعرض : ساقطة من ط.
(١٩) لتحلل : لتحليل ط. (٢٠) للنبات : لأشبان د ؛ لأفنان سا ، م.
(٢١) العضل : عضل د ، سا ، ط.