وذلك عند احتباس الحيض. وقد يؤخذ الغريض من أولاد الماعز قبل حملها فيدلك ثديها ويحلب دما (١) ، ثم قيحا ، ثم يدر لبن عذب ليس بدون لبن الحوامل ، ويكون غليه. وقد كان في بلدة تسمى طيوان تيس يحلب من ثندوتيه (٢) التي عند ذكره مقدار ما يكون منه جبنه (٣) ، ثم أنزى على عنز فأحبل (٤) بذكر يحلب أيضا. كذلك وربما أحلب بعض الرجال لبنا ، لو تعوهد لكان يدر منه شىء يعتد (٥) به. ولبن الإبل والخيل عديم الجبنية ، أو قليلها جدا. والجبن في لبن البقر أكثر منه في غيره. والإنفحة ولبن التين يجمد اللبن. ولا إنفحة إلا لما يجتر ، ما خلا الأرنب ، ونقول (٦) : قد يوجد للدب أيضا (٧) ، وعسى أن يكون لغيره.
وفي بلد تاسيس بقر صغار كثيرة الدر يبلغ (٨) من (٩) صغرها أن لا تحلب إلا بالتطأطؤ من الحالب. وأما بلدة أنفورس (١٠) فبقرها عظيمة (١١) جدا ، كثيرة الدر ، وكذلك كلابها ؛ وذوات الأربع فيها (١٢) ، ما خلا الحمار. ومن المراعى ما يولد لبنا كثيرا ، ومنها ما يقلل اللبن. ولبعض الحيوان في ذينك بعض المراعى ، دون بعض. والشاة تحلب ثمانية أشهر ، وليس ذلك لغيرها ، إلا ببلدة فروى (١٣) فيها بقر يحلب جميع السنة. وأصح لبن النساء لبن السمر (١٤).
وأما المنى فنستوفى الكلام فيه بعد. وكل حيوان ذى دم فله منى. وزرع ذى الشعر لزج ، وزرع (١٥) غيره غير لزج. والمنى يرق من خارج إذا بقى لتحلل الروح الهوائى عنه ، الذي إنما يبيضه ويخثره بتخضخضه فيه. وبالجملة فإن انعقاده وخثورته بالحرارة. ولما (١٦) كان المنى إنما تخثره (١٧) الحرارة ، وجب أن يرق بالبرودة. والمنى الموّلد يرسب في الماء ، والذي لا يولد يتحلل فيه. وكذب أرادوطوس (١٨) حين زعم أن منى الأسود أسود (١٩).
__________________
(١) دما : لبنا (هامش ب).
(٢) ثندوتيه : ثندوته سا ؛ ثديبه ط.
(٣) جبنه : جبنا ط
(٤) فأحبل : فأحول ط.
(٥) يعتد : معتد ط
(٦) ونقول : وأقول سا
(٧) أيضا : ساقطة من م.
(٨) يبلغ : فبلغ ط ، م
(٩) من : + ذلك م.
(١٠) أنفورس : أرفورس ب ؛ الموروس د ؛ أنقوروس سا ؛ القوروس ط
(١١) عظيمة : كثيرة سا.
(١٢) فيها : منها ب. (١٣) فروى : فووى د.
(١٤) السمر : السمرة سا. (١٥) وزرع : ساقطة من سا.
(١٦) ولما : وإذا د (١٧) تخثره : خثره ب ، سا ، م ؛ تخثر د.
(١٨) أرادوطوس : أراديطوس بخ ، م
(١٩) أسود : + تمت المقالة الثالثة من الفن الثامن من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقة د ؛ + تمت المقالة الثالثة من الفن الثامن من جملة الطبيعيات ط.