منهما حادة ، والثانية ثقيلة ، وإيقاع الأولى كب حادة ، وإيقاع الثانية بوك ثقيلة ، وكذلك (١) إيقاع الأولى بان ، وإيقاع الثانية كون ؛ والبعد بينهما قريب من الطنينى (٢) أو أزيد منه قليلا ، وربما فعل كالقهقهة. وهذا الطائر أصغر من البازى كثيرا وهو في قدر باشق كبير ، يشبه الباشق في لونه الفاختى إلى الخلنجية ، وفي قده (٣) وطيرانه ما خلا رأسه ومنقاره ومخلبه فإنه حمامى ، بل رأسه أكبر من رأس الحمام. وهذا الطائر صنيعه (٤) هذا الصنيع ، فإنى قد (٥) رأيت فرخه (٦) في عش العصفور الذي يأوى الآجام فتعجبنا من ذلك ، ثم رأيت ببلدة جرجانية خوارزم في بستان كنت أنزله فرخ هذا الطائر في عش العصفور الصغير (٧) جدا الذي لا أصغر منه ، الذي يعشش أكثر الأمر في شجر الورد والسّرو ، والعرمض (٨) ، ويصيح صياحا ملحنا (٩) مؤلفا من نغم كثيرة ، لكنه كان عشش هناك على شجرة الفرصاد ، فذكر لى بعض أصحابى أن في عش هذا العصفور الصغير (١٠) فرخا كبيرا مثل فرخ الحمامة وأن هذا العصفور الصغير يزقه ويربيه ، واستبعدت (١١) ذلك (١٢) وتخيل لى أن هناك عشين متجاورين ، فمضى صاحبى ونقل ذلك الفرخ إلى ما بين يدى ، وهو معروف عندى بأنه فرخ أى طائر هو بقده ولونه الخلنجى ومنقاره وغير ذلك (١٣) ، فلم يوضع الفرخ (١٤) بين يدى حتى طار إليه العصفور يشنع تشنيع العصافير المقصودة في فراخها ، ولا يزال يرفرف حوله. فلما خلينا عنه وقع العصفور الصغير أمامه ، فتقدمت برده (١٥) إلى العش ، فارتدت العصفور إليه هادئة. فلا يبعد أن يكون الطائر المذكور هذا هو ذاك ، إلا أنه ليس في قد البازى ، فلعل الذي في بلادنا أصغر ، أو لعله طائر آخر. ويرجف في بلادنا أن هذا الطائر عاهر يطؤه كل طائر ، وليس كذلك ، بل إنما يتهافت عليه الطير ، فيما أظن ،
__________________
(١) وكذلك : ولذلك ب
(٢) الطنينى : طنين د ، سا ؛ الطنين ط ، م.
(٣) قده : قدره ط. (٤) صنيعه : صنعه ط.
(٥) قد : ساقطة من ط (٦) فرخه : فراخه م.
(٧) الصغير : والصغير م.
(٨) والعرمض : المعترض ب ، د ، سا ، م ؛ (العرمض : من شجر العضاة لها شوك أمثال مناقير الطير وهو أصلبها عيدانا. أيضا صغار السّدر والأراك (لسان العرب)».
(٩) ملحنا : مليحا طا. (١٠) الصغير : ساقطة من ط.
(١١) واستبعدت : فاستبعدت د ، سا ، ط ، م
(١٢) ذلك : ساقطة من ط.
(١٣) وغير ذلك : ساقطة من م
(١٤) الفرخ : ساقطة من ط.
(١٥) برده : ترده ب ، سا ، م.