مؤهل سمح له بمزاولة مهنة الطب.
وأثناء ذلك عرف هابنسترايت بسلوكه المنضبط وإخلاصه في أداء عمله ، وهذا ما ساعده على أن يحظى بثقة ملك بولونيا ومنتخب الساكس أغسطس الثاني (١٦٧٠ ـ ١٧٣٣) ، فكلفه برئاسة بعثة علمية إلى شمال إفريقيا للتعرف عن كثب على نباتات وحيوانات تلك المنطقة ، والعمل على جمع عينات منها لفائدة القصر الملكي ، فنجح إلى حد كبير في القيام بتلك المهمة ، وعرف كيف ينال ثقة حكام الجزائر وتونس وطرابلس ، وأظهر حسن التصرف في إقامة علاقات ودية مع هؤلاء الحكام ومساعديهم ، وقد كانت معارفه الطبيعية وملاحظاته الدقيقة خير عون له على القيام برحلات استطلاعية داخل الجزائر وتونس بصحبة الأفراد المرافقين له. على أن الظروف لم تساعده على التعرف أكثر على تونس وطرابلس ، بعد أن سادت روح العداء للوجود الأوربي نتيجة احتلال الإسبان لوهران والمرسى الكبير سنة ١٧٣٢ ، مما اضطره إلى تحديد تحركاته وإنهاء مهمته وإن كان يأمل في استكمالها بقطع الصحراء الكبرى والوصول إلى السنغال والتعرف على دواخل إفريقيا.
لقد سارع هابنسترايت إلى العودة إلى ألمانيا بعد أن بلغه نبأ وفاة الملك الذي أرسله في هذه المهمة العلمية ، في ٤ ماي ١٧٣٣. فحظي مجددا برعاية الملك الجديد أغسطس الثالث الذي أعجب بمواهبه وقدر فيه إخلاصه في أداء المهمة التي كلف بها وتفانيه في نقل ما جمعه من مقتنيات تتعلق بالتاريخ الطبيعي من أشياء نادرة وبعض الحيوانات والنباتات الإفريقية ، فعينه أستاذا للطب في لا يبزيغ ، وهذا ما ساعده على نشر بعض مؤلفاته العلمية ، فيما ظلت تقاييده عن مهمته بشمال إفريقيا ضمن أوراقه الخاصة ، عند ما استدعي لتقديم الإسعافات لجيش أمير سكسونيا بالجبهة إبان اندلاع حرب السبع سنوات التي تسبب فيها طموح الملك الفرنسي لويس الرابع عشر وتحديه للتحالف الأوربي المعادي له ، وأثناء هذه الحرب أصيب هابنسترايت بحمى معدية أدت إلى وفاته وهو يؤدي واجبه في جبهة القتال في الخامس من شهر ديسمبر من