رجل (١). وهذا الجيش المعروف بالحامية يقسم كل سنة إلى ثلاثة أقسام تستخدم في مختلف الأوقات لإرغام القبائل البربرية والعربية على دفع الضريبة (٢). ومن الجند من يشتغل بالقرصنة في البحر ومنهم من يعمل بالحاميات المعسكرة في مواقع محددة بالمدينة.
كل الأتراك بالجزائر يمتهنون الجندية ويستطيعون حسب النظام العسكري أن يصلوا إلى أعلى المناصب ، فالداي نفسه كان جنديا في صفوف الحامية ، وهذا ما يخول له الحصول على جرايته عندما توزع المرتبات كل شهر ، وهي تقدر بحوالي عشر قطع نقدية من صنف إيكو (E؟cus) (٣) أما الحامية التركية المعروفة بالنوبة والتي ترابط بمدينة الجزائر فهي موزعة على ثماني ثكنات مهيأة لإقامة الجند (٤) ، هذا ويتسلم الجند غير المتزوجين أربعة
__________________
(١) يقدر عدد الأسرى المسيحيين بمدينة الجزائر بحوالي ألفي أسير ، في وقت كان فيه مجمل سكان مدينة الجزائر يتراوح ما بين ٨٠ و ١٠٠ ألف نسمة.
(٢) يشكل الجند أو القوة العسكرية المعروفة بالأوجاق أو الحامية العمود الفقري لنظام الحكم في الجزائر العثمانية ، وجماعات الجند هذه تتكون من قسمين : الجنود العاملون في البحر المعروفون بالرياس ، والجنود المستقرون بالبلاد وهم اليولداش ، وهؤلاء الأخيرون منهم من يقيمون بالحصون والمواقع العسكرية ويشكلون النوبات (ج. نوبة) ، ومنهم من يشاركون في الحملات داخل البلاد لجمع الجبايات وإخضاع العصاة ويعرفون بفرق المحلة ، وهم كما ذكر صاحب الرحلة هابنسترايت ثلاثة أقسام أو مجموعات رئيسية ، الأولى يتولى آغا العرب قيادتها وهي التي رافقها وعادة ما تنضم إليها قوى باي المدية ، والثانية خاصة ببايليك الشرق ويتولى قيادتها باي قسنطينة ، وهي التي سوف يرافقها صاحب الرحلة بجهات عنابة وقسنطينة ، والثالثة تخص بايليك الغرب ويتولى قيادتها باي معسكر. وتتحدد مهمة فرق المحلة هذه في استخلاص الضريبة من سكان الريف وقمع حركات التمرد وإبقاء السكان خاضعين للسلطة المركزية بالجزائر بقيادة الداي.
(٣) استعمل صاحب الرحلة تعبير إيكو (E؟cu) وهي العملة الفرنسية القديمة ، استمدت اسمها من شعار المملكة ، كانت قيمتها تقدر (١٦٤١) ب ٦٠ فلسا (Sous) ، وهو يقصد بها ريال الجزائر أو البوجو الذي تقدر قيمته سنة ١٨٣٠ ب ٨٠. ١ فرنكا.
(٤) يتوزع الجند (أو فرق النوبة) المكلفون بالمرابطة في الحصون والمواقع العسكرية داخل