استهلال
أعلن عن جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي سنة ٢٠٠٣ وتهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات واليوميات ، وهو ميدان خطير ومهمل ، وقد تأسست الجائزة إيمانا من «المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق» و «دار السويدي» بضرورة الإسهام في إرساء تقاليد حرّة في منح الجوائز ، وتكريسا لعرف رمزي في تقدير العطاء الفكري ، بما يؤدي بالضرورة إلى نبش المخبوء والمجهول من المخطوطات العربية والإسلامية الموجود في كنف المكتبات العربية والعالمية ، وإخراجه إلى النور ، وبالتالي إضاءة الزوايا الظليلة في الثقافة العربية عبر علاقتها بالمكان ، والسفر فيه ، والكشف عن نظرة العربي إلى الذات والآخر ، من خلال أدب الرحلة بصفته من بين أبرز حقول الكتابة في التراث العربي ، لم ينل اهتماما يتناسب والأهمية المعطاة له في مختلف الثقافات. مع التنويه بتزايد أهمية المشروع وجائزته في ظل التطورات الدراماتيكية التي يشهدها العالم ، وتنعكس سلبا على علاقة العرب والمسلمين بالجغرافيات والثقافات الأخرى ، فالأدب الجغرافي العربي (وضمنا الإثنوغرافيا العربية) من شأنه أن يكشف عن طبيعة النظرة والأفكار التي كوّنها العرب والمسلمون عن «الآخر» في مختلف الجغرافيات التي ارتادها رحالتهم وجغرافيوهم ودوّنوا انطباعاتهم