معين عندهم حتى يستوفوا ما صرف عليها. ثم مررنا بعدها على بلدة يقال لها طان (١) ، بإمالة الطاء ، وهي على نهر الرون المذكور. ثم بعدها بليدة يقال لها سفلي (٢) على شاطئ النهر المذكور. ثم أخرى يقال لها فياج دوروسيوا (٣) ، ثم أخرى يقال لها أفيين (٤) ، وهي قديمة وبها لهم كنيسة مذكورة عندهم يسمونها ساموريس (٥). وبهذه البلدة ديار صنعة الملف ، فهي مشهورة به. وكل مسير هذا اليوم أو جله على شاطئ نهر الرون المذكور.
ليون
ثم انتهى بنا المبيت في الليلة الثالثة إلى مدينة اليون (٦) بفتح الهمزة وسكون اللام وضم الياء التحتية وهي مدينة كبيرة من حواضر بلاد فرانسا ، وهي أكبر من مرسيليا وهي بين الجبال ولها أسوار حصينة. وهي دار صنعة الحرير ببلاد فرانسا ، يخدم فيها ثوب المشجر (٧) ، وغيره من ثياب الحرير النفيسة ، يقال إن فيها من خدام الحرير الآلاف من الناس. ويدخلها نهران أحدهما يسمى الرون وهو المتقدم ذكره ، والآخر يسمى لاصون ، ويلتقيان بداخلها فيصير نهرا واحدا عظيما يشقها إلى انتهائها. ومعنى الرون في لسانهم الرجل ولاصون المرأة ، فكأنه التقى رجل بامرأة
__________________
(١) ويقابلها بالفرنسية (Tain).
(٢) ويقابلها بالفرنسية (St. ـ Vallier).
(٣) ويقابلها بالفرنسية (Village de Roussillon).
(٤) ويقابلها بالفرنسية (Vienne) ، وهي فيينا القديمة ، التي احتلها الرومان خلال القرن الأول الميلادي ، فكانت من المعاقل الأولى للمسيحية في فرنسا ، انظر : Mourre ,٢ : ٥٦٢٢.
(٥) «الملف» ، نوع من الثوب الرفيع الجودة ، تخاط منه أصناف جيدة من الملابس الخارجية. وأصل الكلمة من المدينة الإيطالية. (Amalfi) ابن زيدان ، العز ، ١ ، ص. ٤١٨. ثم : Harrell ,p.١٨ ;Dozy ٢ ١٢٦ ;IB ٢ ;٤٤.
(٦) ويقابلها بالفرنسية (Lyon).
(٧) «الثوب المشجر» صنف من الأثواب الحريرية الرفيعة يتميز بزخارفه البهية ، وكان يصنع في الأصل بمدينة دمشق السورية.Dozy ١ : ٠٣٧.