مواضع قليلة. وفي هذه المسافة مياه متدفقة وخنادق تجري في خلال أشجار متعانقة وبساتين بأنواع الغرس متناسقة. فانتهينا إلى بلدة يقال لها طرر (١) بلدة صغيرة وبها السواقي من الماء الجاري ، ويخدم بها الثياب البيض. وفي عشية هدا اليوم نزل ثلج عظيم حتى صرنا عند إظلال الليل لا نميز الأرض من السماء من بياض الثلج ، وأما البرد فلا تسل عن الزمهرير. لاكن لم يصبنا والحمد لله منه بأس لكوننا داخل الكدش والطيقان مغلقة ويجتمع فيه نفسنا لصغره وانسداده ، فيحصل لنا بذالك دفاء حسن لا نحس معه بألم البرد حتى نخرج منها.
ثم انتهى بنا المبيت في هذه الليلة إلى بلدة يقال لها الروان (٢) ، وهي بلدة متوسطة وحولها عمران كثيرة ، لاكن متفرقة على الآكام والروابي والظهور. وقبل دخولنا لها مررنا على نهر للوار الكبير المتقدم ذكره. وبين هذه البلدة ومدينة اليون طريق من طرق الحديد يسير فيها بابور البر حسبما يأتي توضيحه.
ثم بعد انفصالنا عنها مررنا على بلدة يقال لها لابليس (٣) ، وهي قرية صغيرة ، ثم بعدها على قرى كثيرة. ثم انتهى بنا المبيت في هذه الليلة إلى بلدة يقال لها مولان (٤) ، وهي بلدة متوسطة أو متحيزة للكبر. ثم بعدها قرية يقال لها فيني (٥) ، ثم مدينة نفير (٦) بالتصغير ، وهي كبيرة من حواضر بلادهم على شاطئ نهر يقال له لليفر (٧) ، وهو نهر صغير لاكن تسافر فيه المراكب والفلايك. ثم بلدة يقال لها
__________________
(١) ويقابلها بالفرنسية (Tarara) ، وهي من المدن المشهورة بإنتاجها لثوب رفيع يصنع من القطن الممتاز ، وكانت تتم صناعته بمدينة الموصل العراقية ، ومن ثم جاءت تسميته بالموصلي أو (mousseline) بالفرنسية. انظر :
Guide Michelin : Valle؟e du Rho؟ne, ed., ٥٨٩١., p. ٩٤١.
(٢) ويقابلها بالفرنسية (Roanne).
(٣) ويقابلها بالفرنسية (Lapalisse).
(٤) ويقابلها بالفرنسية (Moulins).
(٥) والصحيح هو (Imphy).
(٦) ويقابلها بالفرنسية (Nevers).
(٧) ويقابلها بالفرنسية (Nie؟vre).