الناس بالمزاح وكان بدريا ، قيل أنه ذكر عند النبي صلىاللهعليهوسلم أنه يكثر المزاح والضحك ، فقال : يدخل الجنة وهو يضحك. فمن مزح نعيمان ما روي أنه أهدى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم جرة عسل اشتراها من أعرابي بدينار ، فجاء بالأعرابي إلى باب النبي صلىاللهعليهوسلم وقال : خذ الثمن من هاهنا. فلما علم صلىاللهعليهوسلم بذالك ، قال لنعيمان ما حملك على ما صنعت؟ فقال أردت برّك ولم يكن معي شيء ، فتبسم وأعطى الأعرابي ثمنه.
ومر يوما بمخرمة ابن نوفل الزهري وهو ضرير فقال له : قدني حتى أبول. فأخذ بيده حتى أتى به إلى المسجد فأجلسه في آخر المسجد ، فصاح به الناس إنك في المسجد ، فقال : من قادني. فقالوا : نعيمان. قال : لله علي أن أضربه بعصاي هذه إن وجدته. فبلغ ذالك نعيمانا فجاء إليه وقال : يا أبا المسور هل لك في نعيمان؟ قال : نعم. قال : هو ذا يصلي ، فأخذ بيده وجاء إلى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وهو يصلي ، وقال : هذا نعيمان. فعلاه بعصاه ، فصاح الناس : أمير المؤمنين. فقال : من قادني. فقالوا : نعيمان. قال والله لا تعرضت له بسوء بعدها.
وقال عطاء بن السائب رضياللهعنه : كان سعيد بن جبير يقص علينا حتى يبكينا ، وربما لم يقم حتى أنه يضحكهم ويبسط آمالهم. فمن لطائفه ما حكي أنه بعد ما فرغ من ميعاده ، قال سمعت الناس يتكلمون بالتصحيف وكنت لا أعرفه ، فوقع في قلبي أن أتعلمه ، فدخلت سوق الكاتبين واشتريت كتابا في التصحيف. فأول شيء رأيت في التصحيف سكباج تصحيفه نيك تاج (١) ، فحلفت لا أشتغل به بعدها ، فضحك الناس من قوله حتى غشي عليهم.
الكوازيط
ولأهل باريز كغيرهم من سائر الفرنسيس بل وسائر الروم ، تشوف لما يتجدد من
__________________
(١) سكباج هو صنف من الطعام على شكل حساء. أما نيك تاج فهي مركبة من كلمة «نيك» التي تعني في اللغة جامع أو ضاجع ، انظر : القاموس المحيط ، ج ٣ ، ص. ٣٣٢ (بيروت ، دون تاريخ). أما تاج فهو اسم لامرأة. ومن ثم فإن نيك تاج تعني مضاجعة تاج. وباستثناء العلامات الصوتية المميزة ، فإن شكل كتابة الكلمتين المذكورتين يكاد يبدو متطابقا (المعرب).