القمرة
وفي رابع عشر صفر ، ذهبنا للقمرتين الكبيرة والصغيرة (١). والقمرة دار يجتمعون فيها لتدبير قوانينهم والكلام في أمورهم. وبناء موضع الاجتماع قبة على شكل بناء التياتروا في أرضها انحدار ، وكلها مصففة بالكراسي. وفائدة الانحدار ، ليروا كلهم من يكون أمامهم. وعند انتهاء الكراسي مرقاة على شكل المنبر ، إلا أن درجها من جانبها.
فمن يريد التكلم يصعد تلك المرقاة حتى يكون مشرفا على الجالسين ، ويتكلم بما يريد أن يتكلم به. وكل واحد من الجالسين أمامه الدواة والقلم والكاغد. فالمتكلم يتكلم ، وهذا يكتب حتى يذهب ويخلو ويتأمل في ذالك الكلام ، فيوافق عليه أو يرده بحجته. وإن ظهر لأحد من الجالسين أن يعارض ذالك المتكلم بمعارضة قريبة ، قام عن كرسيه وتكلم معه. وإن كانت المعارضة طويلة ، فحتى تصل له نوبة التكلم ويصعد ذالك المنبر ويقول ما بدا له.
وخلف ذالك المتكلم ثلاثة من الناس ، وظيفتهم إذا طال الكلام في مسلة ، أن يمضوا الحكم فيها ويقطعوا الكلام. وذالك بقانون معلوم به يقع ترجيح أحد الجانبين ، منها الحكم لأكثر العدد. فإذا قال عشرة كذا ، وقال عشرون بخلافهم ، فالحكم بما قاله العشرون ، ولو زاد أحد الفريقين على الآخر بشخص واحد.
__________________
(١) معناها هنا مجلس ، (Chambre). ويعني بالقمرة الكبيرة شامبر دو باير (Chambre des Pairs) ، أي مجلس النبلاء. والقمرة الصغيرة ، شامبر دي ديبوتي (Chambre des De؟pute؟s). وكانت تعقد الأولى في قصر اللكسمبورغ (Palais du Luxembourg) ، والثانية في قصر البربون Palais) (bourbon. ويؤكد الصفار أنه زار كلا المجلسين. إلا أن الغالبية العظمى من كلامه في هذا الحانب المتعلق بالسلوك السياسي للحكومة الفرنسية مأخوذ عن الطهطاوي. انظر : تخليص ، ص.L\'or ,.PP.٢٣١ ـ ٩٣١ ;٦٠١ ـ ٣٩ بل نجد الصفار يتبنى استعمال مصطلحات الطهطاوي مثل ملك ، بدلا من سلطان الذي اعتاد استعماله في رحلته. إن الدستور الذي صدر في عهد الملك لويس الثامن عشر (Louis XVIII) سنة ١٨١٤ وراجعه لوي فليب (Louis Philippe) عام ١٨٣٠ قد حافظ على محدودية الاقتراع ومنح امتيازات عريضة للنبلاء وطبقة الملاكين انظر :
La Grande encyclope؟die Larousse, ed ٢٧٩١., s. v." France".