تقديراً لا تفاوت فيه ، وهذا إنّما يكون من الله سبحانه وتعالى دليله قوله : ( أَلا لَهُ الخَلْقُ ) (١).
يلاحظ عليهما : أنّ الخلق من غير أصل يوصف به سبحانه وغيره فانّ النفوس المجرّدة تخلق الصور في صقع النفس من غير مادة ، وإنّما يرتفع الإختلاف بين القسمين من الايات بأنّه لا مانع من تخصيص الخلق بالله سبحانه وتشريك الغير معه أيضاً وذلك لأنّ الخلق بمعنى فعل الفاعل ، المستقل في فعله ، غير المعتمد في خلقه على شيء ، غير المستعين في عمله من أحد يختصّ بالله سبحانه ، وأمّا الخلق بمعنى فعل الفاعل ، غير المستقل في فعله ، المعتمد في وجوده وفعله على الواجب ، المستعين في كلّّ آن من الفياض المطلق ، فهو للإنسان خاصّة ، ويجمعهما لفظ الخلق وهو على وجه وصف مشترك ، وعلى وجه مختصّ بالله سبحانه.
وقد ورد في الذكر الحكيم في مورد واحد. قال سبحانه : ( أَلا لَهُ الحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ ) ( الأنعام / ٦٢ ). كما وصفه في آية بأنّه أسرع مكراً.
قال سبحانه : ( قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ) ( يونس / ٢١ ).
وسيأتي البحث عنه عند الكلام في وصفه : « سريع الحساب ». كما يأتي البحث عن الاخر في البحث عن « خير الماكرين ».
الثاني عشر والثالث عشر : « أهل التقوى وأهل المغفرة »
وقد ورد في الذكر الحكيم هذان الاسمان في مورد واحد ووقعا اسمين له
__________________
(١) مجمع البيان ج ٤ ص ١٠١ ، طبع صيدا.