حرف التّاء
الثالث والعشرون : « التوّاب »
قد ورد لفظ التوّاب في الذكر الحكيم ١١ مرّة ووقع في الجميع اسماً له سبحانه قال : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( البقرة / ٣٧ ).
قال ابن فارس : التوب كلمة واحدة يدلّ على الرجوع. يقال : تاب من ذنبه أي رجع عنه ، يتوب إلى الله توبة ومتاباً فهو تائب ، والتوب : التوبة ، قال الله : ( وَقَابِلِ التَّوْبِ ) (١).
أصل التوبة الرجوع عمّا سلف ، والندم على ما فرّط ، فالعبد إذا تاب يقال له تائب إلى الله بندمه على معصيته ، وإذا قبل توبته يقال الله تعالى تائب على العبد بقبول توبته.
والحاصل أنّه إذا تعدّى بكلمة « إلى » يكون بمعنى التوبة وإذا تعدّى به « على » يكون بمعنى قبول التوبة ، أمّا الأوّل فقال سبحانه : ( فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ) ( البقرة / ٥٤ ) وقال سبحانه : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا ) ( هود / ٣ ) وقال سبحانه : ( وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( النور / ٣١ ) إلى غير ذلك من الايات.
__________________
(١) مقاييس اللغة ج ١ ص ٣٥٧.