وقد ورد لفظ « الخير » مرفوعاً في الذكر الحكيم ١٧٦ مرّة ووقع اسماً ووصفاً له سبحانه مرّتين.
قال سبحانه : ( وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ) ( طه / ٧٣ ) ، وقال ( قُلِ الحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( النمل / ٥٩ ).
هذا في ما وقع له وصفاً مفرداً ، وأمّا إذا اُضيف إلى اسم من أسمائه سبحانه فقد جاء في الذكر الحكيم الأسماء التالية :
١ ـ خير الحاكمين. ٢ ـ خير الراحمين. ٣ ـ خير الرازقين. ٤ ـ خير الغافرين. ٥ ـ خير الفاتحين. ٦ ـ خير الفاصلين. ٧ ـ خير الماكرين. ٨ ـ خير المنزلين. ٩ ـ خير الناصرين.١٠ ـ خير الوارثين. ١١ ـ خير حافظا.
وهذا الأخير شبه المضاف ولذلك أتينا به في عداد المضاف ، ونقدّم البحث عن « الخير » غير المضاف ثمّ نأتي بالمضاف من « الخير ».
« الخير » كما قال ابن فارس خلاف الشرّ والضرّ.
قال سبحانه : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ) ( آل عمران / ١٨٠ ).
وقال سبحانه : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( الأنعام / ١٧ ). وفي جميع الأحوال ، وخير مقيّد ونسبيّ وهو أن يكون خيراً لواحد ، وشراً لآخر كالمال فقد أسماه سبحانه في مورد خيراً وقال : ( إِن تَرَكَ خَيْرًا ) ( البقرة / ١٨٠ ) وفي مورد آخر بخلافه وقال : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ) ( المؤمنون / ٥٥ و ٥٦ ).
فالمال في يد الرجل التقيّ خير يقري به الضيف ويقضي حاجة المستنجد ، و