الطول له أصل صحيح يدل على فضل وامتداد في الشيء (١) وهو بصدد ارجاع المعنيين إلى معنى واحد مع أنّ الجامع بينهما بعيد.
قال الراغب : والطول خص به الفضل والمنّ قال : « شديد العقاب ذي الطول » ، وقال الطبرسي في تفسير ذي الطول : « أي ذي النعم ، وقيل : ذي الغنى والسعة ، وقيل : ذي التفضّل على المؤمنين ، وقيل : ذي القدرة والسعة » ، ثمّ هو ذكر في شرح لغات الآية : « إنّ المراد من الطول : الأنعام التي تطول مدّته على صاحبه كما أنّ التفضل النفع الذي فيه افضال على صاحبه » (٢) ، والكلّ محتمل.
ولكن الظاهر أنّ المراد من الطول : الفضل والأنعام بشهادة قوله : ( وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ المُحْصَنَاتِ ) فبما أنّ لعدم الاستطاعة أسباباً وعللاً أتى بكلمة طولاً تمييزاً لعدم الاستطاعة معلناً بأنّ المراد عدم الاستطاعة من حيث القدرة المالية التي تصرف في المهر والنفقة ومثله قوله سبحانه : ( اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ ) أي أصحاب الثروة والمكنة ، فالاية مشتملة على أسماء أربعة :
١ ـ غافر الذنب. ٢ ـ قابل التوب. ٣ ـ شديد العقاب. ٤ ـ ذو الطول.
وسيوافيك توضيح كلّ واحد في محله.
وقد جاء لفظ « العرش » في الذكر الحكيم ٢٢ مرّة وورد اسماً له سبحانه في مورد واحد بإضافة لفظ « ذي » قال : ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ ) ( البروج / ١٤ و ١٥ ).
وسيوافيك تفسيره عند البحث عن « الصفات الخبرية » لله عزّ وجلّ (٣).
__________________
(١) مقاييس اللغة ج ٣ ص ٦٣٣.
(٢) مجمع البيان ج ٤ ص ٥١٣.
(٣) عند تفسير قوله سبحانه : ( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ).