وقد ورد في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع وصفاً له كما في قوله سبحانه : ( إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ) ( فصّلت / ٤٣ ).
قال ابن فارس : العقب له أصلان أحدهما يدل على تأخير شيء وإتيانه بعد غيره ، والأصل الآخر يدلّ على ارتفاع وشدّة وصعوبة ... وإنّما سمّيت العقوبة عقوبة لأنّها تكون آخراً وثاني الذنب.
وقال الراغب : العقب مؤخّر الرجل واستعير العقب للولد وولد الولد ، والعقوبة المعاقبة والعقاب يختص بالعذاب ، قال : ( فَحَقَّ عِقَابِ ) ، ( شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ، ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ).
أقول : وإنّما سمّي العقاب عقاباً لأنّه يتأخّر عن الجرم وهو يستلزمه.
الخامس والخمسون : « ذو الفضل »
وقد ورد « ذو الفضل » معرّفاً ومنكراً في الذكر الحكيم ١١ مرّة ووقع وصفاً له سبحانه.
قال : ( إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) ( البقرة / ٢٤٣ ).
وقال سبحانه : ( وَلَٰكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ( البقرة / ٢٥١ ).
وقال سبحانه : ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( آل عمران / ٧٤ ).
وقال سبحانه : ( وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ ) ( آل عمران / ١٥٢ ).