وقال سبحانه : ( وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الأنفال / ٢٩ ) (١).
ترى أنّه سبحانه يعرّف نفسه بكونه ذا الفضل العظيم على المؤمنين وفي الوقت نفسه على الناس أجمعين بل على العالمين كلّهم.
قال ابن فارس : الفضل له أصل صحيح يدلّ على زيادة في شيء من ذلك الفضل الزيادة والخير ، والإفضال : الاحسان.
قال الراغب : كلّ عطيّة لا تلزم من يعطي يقال لها فضل نحو قوله : ( وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ) ـ ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ ) ـ ( ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
وعلى ذلك فالعطايا والمواهب السنيّة وكلّ ما يسمّى كرماً فهو فضل ، فالله سبحانه يتفضّل ـ وراء ما أسماه أجراً ـ بعظائم الفضل.
وأمّا حظّ العبد من هذا الوصف فيمكن أن يقع مظهراً لهذا الاسم في عطاياه النافلة بأن يقوم بعون المستنجد بنحل فضل ما له وإن لم يكن واجباً كما إذا أدّى الفرائض الماليّة.
وقد ورد في الذكر الحكيم في مورد واحد قال سبحانه : ( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ ) ( الذاريات / ٥٨ ). ويظهر معناه عند البحث عن اسمه سبحانه : « القوي ».
__________________
(١) راجع سورة يونس / ٦٠ ، النمل / ٧٣ ، غافر / ٦١.