وقد ورد في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع اسماً له.
قال سبحانه : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللهِ ذِي المَعَارِجِ * تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ( المعارج / ١ ـ ٤ ).
أمّا عرج فقد ذكر ابن فارس له اُصولاً ثلاثة وهي : الميل ، والعدد ، والسموّ والارتقاء.
ثم قال : العروج : الارتقاء ، يقال عرج يعرج عروجا ومعرجا ، والمعرج : المصعد ، قال الله تعالى : ( تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ).
وعلى ذلك فالمعارج مواضع العروج وهو الصعود مرتبة ، بعد مرتبة ومنه الأعرج لارتفاع إحدى رجليه عن الاُخرى ، وأمّا المراد من هذه الدرجات فهي عبارة عن المقامات المترتبة علوّاً وشرفاً التي تعرج فيها الملائكة والروح بحسب قربهم من الله وهو من الاُمور الغيبيّة التي يجب الايمان بها وربّما يفسّر بأنّ المراد مقامات القرب التي يعرج إليها المؤمنون بالايمان والعمل الصالح ، قال تعالى : ( هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) ( آل عمران / ١٦٣ ). وقال : ( لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) ( الانفال / ٤ ).
وقال : ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ) ( المؤمن / ١٥ ).
والوجهان متقاربان غير أنّ الأوّل يخصّ الدرجات بالملائكة والثاني بالمؤمنين ، وقوله سبحانه تعرج الملائكة والروح إليه يؤيّد الوجه الأوّل.