و أمّا حظ العبد من اسميه تعالى فحظ العبد من اسم « الرحمان » أن يكون كثير الرحمة على الناس وحظه من اسم الرحيم أن يكون عطوفاً بالمؤمنين ، فلو صحّ ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « تخلّقوا بأخلاق الله » فمعناه التشبّه بالاله بقدر الطاقة البشرية وصيرورة الإنسان مظهراً لاسمائه إلاّ فيما خرج كقوله : « المصوّر » (١).
وقد جاء « الرؤوف » في الذكر الحكيم ١١ مرّة ووقع الجميع اسماً له سبحانه واقترن ب « العباد » تارة ، وبالرحيم اُخرى ، قال سبحانه : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ ) ( آل عمران / ٣٠ ).
وقال : ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) ( البقرة / ١٤٣ ).
وأمّا معناه فقال ابن فارس : « الرؤوف كلمة واحدة تدل على رقّة ورحمة ».
قال الله تعالى : ( وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ) ( النور / ٢ ).
وقال سبحانه : ( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ) ( الحديد / ٢٧ ).
وقال جرير :
يرى للمسلمين عليه حقّا |
|
كفعل الوالد الرؤوف الرحيم |
واطلاقه على الله سبحانه بالتجريد عمّا يلازم الوجود الامكاني من الرقة في القلب ، والتأثّر عن الشيء والأخذ بالنتيجة كما هو الضابطة في كثير من أسمائه سبحانه.
__________________
(١) لوامع البينات : ص ١٦٧ بتلخيص منّا.