ثمّ انّ الرؤوف قدّم على الرحيم في جميع الايات فما هو وجهه ؟
يمكن أن يقال : إنّ الرحمة كمال حال في الرؤوف يدعوه إلى ايصال الاحسان إلى الغير ، والحال انّ الرحيم معنى يحصل من مشاهدة المرحوم في فاقة وضعف وحاجة ، ومن المعلوم كون الأوّل أكمل في مجال الفضيلة ، ولعلّه لذلك قدّم الرؤوف على الرحيم.
قال الصدوق : « الرؤوف معناه الرحيم والرأفة الرحمة » (١).
جاء في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع إسماً له.
قال سبحانه : ( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ ) ( الذاريات / ٥٨ ).
كما انّه سبحانه وصف ب « خير الرازقين » ٥ مرّات.
قال سبحانه : ( وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( المائدة / ١١٤ ).
قال سبحانه : ( لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( الحج / ٥٨ ).
وقال سبحانه : ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( المؤمنون / ٧٢ ).
وقال سبحانه : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( سبأ / ٣٩ ).
وقال سبحانه : ( قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( الجمعة / ١١ ).
__________________
(١) التوحيد للصدوق : ص ٢٠٤.