وقد ورد في الذكر الحكيم مرّة ووقع وصفاً له.
قال سبحانه : ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ ) ( غافر / ١٥ ).
وقد وصف سبحانه في هذه الاية بصفات ثلاث :
١ ـ رفيع الدرجات.
٢ ـ ذو العرش.
٣ ـ يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق.
وفي الأوّل احتمالات :
منها : إنّ الرفيع بمعنى الرافع أي رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنّة (١).
ومنها : رافع السماوات السبع التي منها تصعد الملائكة.
ومنها : إنّه كناية عن رفعة شأنه وسلطانه.
أمّا الثاني : أعني « ذو العرش » فقد مرّ في تفسير اسم « رب العرش ».
وأمّا الثالث : فالظاهر أنّ المراد من الروح هو الوحي بقرينة قوله : ( عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) والمراد منهم رسله سبحانه المصطفون بالرسالة ، والمراد من الإلقاء هو إلقاء الوحي في القلب.
واحتمال كون المراد من « الروح » جبرئيل أو غيره ، لا يناسب مع قوله : « يلقي » فهو بإلقاء المعاني أنسب وبذلك فسّرنا قوله سبحانه : ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا
__________________
(١) بل رافع درجة كل موجود نازل الى درجة رفيعة ، كرفعة درجة التراب والنبات الى أعلى منهما ، فالانسان كان تراباً والحيوان كان بناتاً فرفع درجتهما.