مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الشورى / ٥٢ ).
جاء « الرقيب » في الذكر الحكيم ٥ مرّات ووقع وصفاً له سبحانه في موارد ثلاث.
قال سبحانه حاكياً عن المسيح : ( فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) ( المائدة / ١١٧ ).
وقال سبحانه : ( إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ( النساء / ١ ).
وقال سبحانه : ( وَكَانَ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) ( الأحزاب / ٥٢ ).
أمّا معناه فقد قال ابن فارس : له أصل واحد مطّرد يدلّ على انتصاب لمراعاة شيء ومن ذلك الرقيب وهو الحافظ ، والمرقب : المكان العالي يقف عليه الناظر (١).
وأمّا « الراغب » : فجعل الأصل له الرقبة وأنّه اشتق منها سائر المعاني ، قال الرقبة : اسم للعضو المعروف ، والرقيب : الحافظ وذلك امّا لمراعاته رقبة المحفوظ وامّا لرفعة رقبته ، قال : ( وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ).
وعلى أي تقدير فالرقيب والشهيد بمعنى واحد أو متقاربي المعنى.
قال سبحانه : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( المائدة / ١١٧ ).
__________________
(١) مقاييس اللغة ج ٢ ص ٤٢٧.