ورابعة مع عدّة من الصفات مثل قوله سبحانه : ( غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ) ( غافر / ٣ ). وعلى كلّ تقدير فكونه شديد العقاب ، من قبيل الوصف بحال المتعلّق ، فالشديد هو عذابه ، كما ورد في عدّة من الآيات ، قال سبحانه : ( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ ) ( الأنعام / ١٢٤ ).
الثاني والسبعون : « شديد العذاب »
وقد ورد في القرآن مرّة واحدة وقع وصفاً له سبحانه قال : ( أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) ( البقرة / ١٦٥ ). وهو متّحد مع الاسم السابق معنى ، ومختلف لفظاً.
وقد ورد في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع وصفاً له ، قال سبحانه : ( وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ ) ( الرعد / ١٣ ).
وهل المحال ، من « محل » (١) يقال : محل به محلاً ومحالاً : إذا أراد بسوء ، والميم ليست زائدة أو من « حول » (٢) أو « حيل » والميم زائدة ، ومعناه : الكيد. على الأوّل معناه : شديد الأخذ ، وعلى الثاني : شديد المكر ، واستعماله في حقه سبحانه من قبيل المشاكلة كما هو واضح. وحيلته سبحانه هو ما جاء في قوله : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) ( الأعراف / ١٨٢ ) وقال : ( فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) ( القلم / ٤٤ ).
__________________
(١) كما عليه البيضاوي في تفسيره للآية.
(٢) نقل الطبرسي عن ابن جني ، ونسبه الراغب الى القيل مشعراً بضعفه.