جَارٌ لَّكُمْ ) ( الأنفال / ٤٨ ).
وأمّا معناه فقد قال ابن فارس يدلّ على قوّة وقهر وشدّة.
قال الله تعالى : ( وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) ( الروم / ٣ ) وذكر مثله « الراغب » في مفرداته : قال سبحانه : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ) ( البقرة / ٢٤٩ ).
وأمّا المراد من قوله سبحانه : ( وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ ) فإن كان الضمير راجعاً إلى يوسف ، فيكون المراد إنّ الله غالب على أمر يوسف ، يحفظه ويرزقه حتى يبلغه ما قدّر له من الملك ولا يكله إلى غيره ، وعلى تسليم هذا الفرض فرعاية يوسف مصداق من مصاديق القاعدة الكليّة وهو غلبته سبحانه على كلّ شيء.
وأمّا إذا قلنا أنّ الضمير يرجع إلى الله سبحانه فيكون المراد من الأمر هو نظام التدبير. قال تعالى : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ ) ( يونس / ٣ ). فيكون المعنى أنّ كلّ شيء من شؤون الصنع والايجاد ، من أمره تعالى وهو تعالى غالب عليه وهو مغلوب له يطيعه فيما شاء ينقاد له فيما أراد ليس له أن يستكبر أو يتمرّد فيخرج من سلطانه كما ليس له أن يسبقه أو يفوته.
قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) ( الطلاق / ٣ ).
وبالجملة أنّ الله تعالى هو قاهر كلّ شيء إذ لا شيء إلاّ بأمره حدوثاً وبقاء وعند ذلك فلا يتصوّر وجود شيء خارج عن إرادة الله وقدرته.
وقد جاء اسم « الغفّار » في الذكر الحكيم معرّفاً ومنكراً خمس مرّات.
قال سبحانه : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) ( طه / ٨٢ ).