وأمّا كونه سبحانه غنيّاً غير محتاج إلى شيء فهو لازم كونه سبحانه واجب الوجود لذاته وواجب الوجود في صفاته وأفعاله فكان غنيّاً عن كل ما سواه. أمّا كل ما سواه فممكن لذاته فوجوده بايجاده. فكان هو الغني لا غيره.
فله العزّ والجمال ، وله البهاء والكمال ، وما للغير من الجمال ، من رشح بحر جماله ، أو له من الكمال ، فهو ظل كماله. وما أليق بالمقام قول القائل :
أرأيت حسن الروض في آصاله |
|
أرأيت بدر التم عند كماله |
أرأيت كأساً شيب صفو شمولها |
|
أرأيت روضاً ريض خيل شماله |
أرأيت رائحة الخزامي (١) سحرة |
|
فغمت خياشيم العليل الواله |
هذا وذاك وكلّ شيء رائق |
|
أخذ التجمّل من فروع جماله |
هلك القلوب بأسرها في أسره |
|
شغفا وشدّ عقولنا بعقاله (٢) |
وقد ورد ذلك اللفظ مرفوعاً ومنصوباً ٩١ مرّة واُستعمل مع صفات اُخر مثل « رحيم » ، « عفوّ » ، « عزيز » ، « شكور » ، « الودود » و « الحليم ».
قال سبحانه : ( ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( التوبة / ٢٧ ).
وقال سبحانه : ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) ( الحج / ٦٠ ).
وقال سبحانه : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) ( فاطر / ٢٨ ).
__________________
(١) الخزامي : نبت ، زهرة من أطيب الأزهار.
(٢) شرح الاسماء الحسنى : ص ٤٠.