إنَّ القرآن الكريم يفنّد مزعمة « التثليث » ببراهين عقليّة اُخرى ، فمن أراد الوقوف على الآيات الواردة في هذا المجال وتفسيرها ، فليرجع إلى الموسوعات القرآنية.
قد ورد لفظ الواسع في الذكر الحكيم ٩ مرّات ووقع وصفاً له سبحانه في موارد ثمانية.
قال سبحانه : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( البقرة / ١١٥ ).
وقال سبحانه : ( وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( البقرة / ٢٤٧ ).
وقال سبحانه : ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( المائدة / ٥٤ ).
وقال سبحانه : ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ ) ( النجم / ٣٢ ).
أمّا معناه فقد قال ابن فارس : هو كلمة تدل على خلاف الضيق والعسر ، والوسع : الغنى ، والله الواسع أي الغني ، والوسع : الجدة ( الطاقة ).
أقول : لا شكّ إنّ الوسع خلاف الضيق ويختلف متعلّقه حسب المقامات.
ففي ما يقول سبحانه : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) ثمّ يعلّله انّ الله واسع عليم يتبادر منه سعة وجوده وحضوره في جميع الأمكنة ، فأينما يولّي الإنسان وجهه فقد توجّه إلى الله سبحانه ، كما أنّه يتبادر منه في الموارد التالية سعة وصفه وفعله :
قال سبحانه : ( وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) ( طه / ٩٨ ) و ( أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) ( الطلاق / ١٢ ) و ( رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) ( الأعراف / ١٥٦ ) فَاللهُ سُبْحانَهُ