٥ ـ آل وبني :
قسمة بعيدة العهد ، ومقرونة بمثل شائع عن العشائر للتدليل على قدم الزمن يقولون (من آل وبني) أي من عهد تفرع القبائل إلى آل ، وإلى بني. وبالنظر إلى الأنساب الأصلية تركن إلى هذا الموضوع ، وذلك أن قبائلنا تقسم إلى (آل) و (بني) أو إلى (قبائل قحطانية) يقال لها (آل) وإلى قبائل عدنانية أو مضرية ونزارية تتسمى ب (بني). وهاتان المجموعتان معروفتان جدا والتقسيم بهما بهذا الطراز قديم لم يدرك أوله. ولا نرى قبيلة أو عشيرة لا تنتسب إلى أحدهما ما عدا (القبائل المتحيرة) المذكورة التي لا تحفظ انتسابها إلى أحد هذين الجذمين. وذلك سواء في الجاهلية ، أو في عهد الإسلام وما يليه إلى أيامنا ..
وقد عدّد علماء الأنساب جماعة ليست بالقليلة من القبائل المتحيرة ، وكذا صاحب العقد الفريد فإنه بيّن مقدارا جما من القبائل المتحيرة. ولا يزال عصرنا يقطع بأن بعض القبائل (متحيرة) ولا يعرف بالتحقيق انتماؤها إلى أي جذم من ذينك الجذمين ... لنسيان العلاقة ، والانتساب إلى الجد الأخير والوقوف عنده ...
٦ ـ البدو وأهل الريف :
وهذا التقسيم قديم ومعروف أيضا باعتبار ما قطنه العربان من (بادية) أو (أرياف) أو (مترددة) بينهما فتكون ثلاث مجموعات (بدوية) و (ريفية) و (مترددة). ولو راعينا هذه القسمة في تصنيف القبائل لخرجنا عن أنساب القبائل ومزجنا بعضها ببعض دون تروّ وهكذا الحال فيما لو لاحظنا المواطن الجغرافية خاصة وفصلنا مباحثها بالنظر إلى ما تسكنه من ألوية وأنحاء ... أو المعيشة وبهذا نكون قد أهملنا خصيصة سائدة لم يتركها القوم في تنقلاتهم ، وأهملنا ما هم عليه للآن من الاحتفاظ بالأنساب. واغفال هذا غير صحيح من وجوه :
١ ـ إن الموطن غير مستقرة. وذلك لتغييرهم الأمكنة بصورة فجائية