مسلطا لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم إلى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه.
وأساسا كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيرا في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده ...
وقد حكى عثمان بن سند (١) حادثة له مع ابن سعود قال :
وأغار في سنة ١٢١٢ ه ـ ١٧٩٨ م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلك بن محمد (٢) الجربا نازلا في بادية العراق. فقاتل جيش سعود فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل ...
وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله.
ومطلك هذا من كرام العرب ، عريق النجار ، شريف النسب ، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.
وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين ... (إلى أن قال) :
يا بحر لا تفخر بمدك واقصر |
|
عن أن تضارع حاتميا شمري |
__________________
(١) هذا المؤرخ يتحامل على آل سعود ولا يهمنا إلا ما يوضح الوقائع العشائرية. فلا نشاركه في تحامله ونقل النص أمانة. وأشرنا بهذا هنا ليعلم القارىء ان ابن سند كتب ارضاء لولاة بغداد والحكومة العثمانية وكانوا اعداء ابن سعود إذ ذاك.
(٢) ان محمدا هو الجد الأعلى ولكن البدو يسمون بأشهر أجدادهم المعروفين وإلا فان محمدا لم يكن جده القريب ... وهذا أساس تكون الفخذ أو البيت كما مر.