يريد اعتليت عراقيب عالية وهناك ترى انيني لا يهجع له ذئب ويكاد قلبي يلتهب لها ... أشكو لابي صيانه عرضي ، والحر لا يرضى بدار الذل والاهانة ... ولو منعنا من الغزو ، فلا نستطيع ان تكون غنائمنا في تصرفنا .. فما حياتنا حينئذ وما عيشتنا ...!
وحينئذ أدرك الأب مرامي ولده فاجابه :
اصبر تصبرّ واجمع الخبث للطيب |
|
وهذي حياة كل ابوها تلز (١) |
أخاف من كوم روسها جاليعابيب |
|
وسيف على غير المفاصل يحز |
يقول لابنه ناصحا له اصبر وتأن في الأمور ، واجمع خبثك إلى طيبك ، والحياة هذا شأنها ، والسياسة ضرورية. وإنما أنا خائف من هؤلاء القوم فيها ، وأخشى أن تحز سيوفهم غير المفاص ...!!
والمغزى ظاهر ، والنصح بيّن ولكن ابنه أبى أن يقيم في دار زعمها دار هو ان له ولم يفكر بابعد من هذا ..
فكانت هذه الوقعة على ما يحكى ـ منشأ الحروب فيما بينهم وبين الأمير ابن السعود ...
وقد قيل بعض الشعر في ابن السعود في بعض الأزمات مما حفظه قصاد شمر وكثير من أفرادهم ...
إلا أن هذه كانت أوقات نزاع وحرب وفي مثلها تظهر الخصومات في الشعر والكلام فضلا عن الأفعال وامتشاق السيف وهز الرماح .. ولكنها لا تلبث أن تزول ، فلا تقلل من فضل آل سعود وخدماتهم الجلى لتوحيد القبائل العربية وجمع شمل البدو واتفاق الكلمة مما دعا إلى تمكنها في جزيرة العرب واخلاصها العظيم في حماية العقيدة.
قتل مسلط سنة ١٢٠٥ ه ـ ١٧٩١ م كما ذكر اعلاه ..
__________________
(١) تسايس في الحل ، تبصر.