وأساسا كان اعتماده على كتابين لا ثالث لهما وهما السبائك ونهاية الأرب للقلقشندي بإضافة بعض الاختبارات الشخصية إلا أنه يلام في أنه عدّ بعض القبائل وبطونها معا باعتبارهما قبائل ، أو عشائر لقبيلة واحدة كما أنه راعى اللفظ فنسب الحديث من القبائل لمن له لفظ شبيه به عند القدماء كالسويدي فقد قال عن العبيد أنهم من قضاعة وهم الذين قال فيهم الأعشى حاكيا :
ولست من الكرام بني العبيد
والغلط ظاهر ومنشأه ما جاء عنهم في التواريخ من أن آثارهم باقية في برية سنجار من الجزيرة الفراتية آخرهم الضيزن وهم من أهل الحضر فظن أن المراد من العبيد قبيلة العبيد المعروفة اليوم بعامل المكان والمشابهة بالاسم ، وأمثال ذلك كثير. وغاية ما يقال فيه انه لم يعين في الغالب الصلات ، أو أنه لم يتمكن من ذلك ، وكذا ما بين الافخاذ وفروعها ، أو الطوائف ودرجة قرابتها ... نعم ان بعض القبائل وإن كانت لا تزال تعتبر من (القبائل المتحيرة) لا تستطيع أن تعد نفسها من أحد الجذمين القحطاني والعدناني بسبب اشتهارها باسمها الحديث ونسيانها علاقتها القديمة ، لكنها قليلة جدا فالكتاب كسابقه لم يكن علميا وإن كانت الاستفادة منهما غير محدودة على ما سنبين عند الكلام على القبائل.
أما مواضيعه الأخرى من بغداد والبصرة ونجد من عمارة جسور وأنهار وبيوت قديمة ، ومشاهير رجال ، فهي مهمة وتتعلق بالقطر العراقي فلا تكاد توجد في غيره وكان ختام تأليفه سنة ١٢٨٦ ه ـ ١٨٧٥ م.
٣ ـ نهاية الارب في معرفة انساب العرب :
هذا الكتاب مرجع المؤلفين السابقين أو أصلهما وعليه عوّلا ، مرتب على حروف الهجاء وهو بمثابة دائرة معارف لقبائل العرب ، ومبناه القبائل القديمة ولم يتعرض للحاضرة إلى زمانه إلا قليلا ، وغالبها يعود لمصر وما