«كنت أمرتني بتحرير نبذة عن تاريخ العرب المتفرقين الآن في الجزيرة ما بين أورفة وبغداد وأطراف الشامية وان اوجاعي واسقامي واشتغال افكاري كانت قد منعتني عن ذلك. وبهذا الحين قد منّ الله عليّ بالشفاء من الأسقام فاخليت فكري مما فيه وطلبت المساعدة على ذلك من بعض الاخوان وحررت هذه النبذة على قدر الامكان باللغة العربية الدارجة ليسهل فهمها على أي من كان. فالمرجو العفو عن التأخير. فالعبد لا زال عند خضم كرمكم غارقا في بحار التقصير ...» ا ه.
إن مترجم هذه الرسالة لم يتصرف بالاعلام وإنما أوردها بلفظها العربي فادى واجب الصحة والتثبت كما أنه أشار إلى مراجع عن الموضوع وأقوال الأوربيين عنه في مظانهم فخدم ابناء قومه خدمة جلّى. ونظرا لاختصار هذه الرسالة فإنها لا تفيد العرب إلا من ناحية ذكر الماضي لبعض رؤساء القبائل ببيان اسمائهم ... وانهم كانوا احياء حين تحرير الرسالة وكانت مواطنهم في المحل الفلاني عند ما نعلم انها تحولت إلى موطن آخر ...
وأساسا ان هذه الرسالة كتبت بناء على الرغبة الاوربية ومنهجها في البحث عن العشائر فاقتصر على ذكر الشيوخ والرؤساء واسم العشيرة وموطنها ، وعدد بيوتها ، وحالتها من نقطة المعيشة والسلطة وعلاقتها بالحكومة وبالناس بصورة بسيطة جدا لا تسمن ولا تغني من جوع .. فلم ينظر إلى أصل القبيلة ، وتاريخ هجرتها ، وعلاقتها بالعشائر المجاورة ... فكانت محدودة المطالب ، والفكرة المدونة عن العشائر ضعيفة وقليلة ، وهذه الرسالة كالكتب الأخرى «لمس بل» وغيرها من الكتاب الغربيين فإنها كلها تقريبا مضت على هذه السنن في تأليفها وإن كانت أشارت أحيانا إلى بعض الأحوال التأريخية عرضا ، أو لم تتمكن منه تماما وإنما اكتفت بالنبذة اليسيرة عن الماضي القريب ومضت. وخير هذه المؤلفات من اوردت اسم القبيلة بالحروف العربية كما فعلت المس بل ...