وهنا المجموعات الزراعة قوة بيد الرؤساء. لا تختلف كثيرا عن البداوة في تمثيل قوة العشائر ، وتظهر هذه القوة في المنازعات بينهم وبين المجاورين ، أو لوقائع أخرى تقع اعتياديا أو ضرورة. والضرورة تدعو أن يحدد ما يستوفيه الملاك أو صاحب اللزمة ليتمكن الفلاح من القيام بالمصالح الاجتماعية ، والتعاون ... وقد أوضحنا ذلك في المجلد السابق. وهكذا يقابل فيما تستوفيه الدولة فإن ذلك واجب التحديد ما أمكن. وبذلك ترفيه على الفلاح.
٥ ـ الأموال والمقتنيات
ومن الزراعة تولّدت مقتنيات الأرضين ، والحيوانات من نعم (غنم ومعزى) ، وخيول ، وبقر ، أو جاموس ، وحمير وإبل ... إلا أن الإبل قد تقل أو تنعدم. وأما الخيل فإنها ركوب أهل الأرياف ومثلها الحمير قلّت قيمتها بعد شيوع السيارات والسكك الحديدية إلا في الطرق التي لا تصل إليها السيارات متواليا ، أو بعيدة عن السكك الحديدية. والوضع على طريق عام يسهل النقل بها. وفي المواطن الأخرى على جانب الأنهر ، وفي الأهوار تستخدم وسائط النقل المائية. وللموطن أثره في تربية المواشي. ففي الأهوار يستخدم الجاموس ، وفي الحرث البقر ، والاستفادة الغذائية منها في الحليب واللبن الرائب ، وفي الزبد والدهن والجبن. وهكذا ينتفع من جلودها وصوفها وسمنها وتوالدها.
ولا مجال للإطالة فإن فوائدها معلومة. وإنتاجها مشاهد. وقد سبق أن تكلمت في الخيول. ولا يختلف وضعها إلا أن الفوائد والانتفاع يختلف كثيرا عما هنالك. ومراعاة (الرسن) لا يختلف كما أن العربي لا ينسى نسبه في الأغلب ولا يترك نسب فرسه (رسنها).
٦ ـ الغرس والمغارسات
وهذه أقرب خطوة من الزراعة نحو الحضارة. وفيها استقرار في قطعة