ثم تحدث بعد ذلك عن هيئة القراء خلال تراتيلهم ، واعتناء المسلمين الزائد بالمصاحف حتى دعاهم ذلك لتسجيلها على جدران المساجد ، وتخصص بعض الخطاطين بنسخ المصحف. وتزيين المصاحف ببعض الألوان الذهبية ، ولزيادة عنايتهم به فتح له إذاعة خاصة تبثه عبر الأثير.
كما ختم الفصل في الحديث عن دور القرآن الكريم في حل مشاكل المسلمين السياسية والاجتماعية ، وغيرهما.
تقويم الكتاب وهدف المؤلف من تأليفه :
كتابات «بلاشير» إجمالا تتسم بالطعن الشديد في الإسلام والقرآن. فهذا الكتاب على ما فيه من معلومات ، وما بذل فيه من جهد منبعه الروح الغربية ، حمل في طياته مجموعة من الأخطاء أفقدت الكتاب كثيرا من قيمته. فقد زعم المؤلف في الفصل الأول أن القرآن مضطرب ، وفيه بلبلة فكرية. وهذا الزعم عين ما صرح به «جولد تسيهر» في مؤلفاته.
كما ركز المؤلف في دعواه بتأثر رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خلال تأليفه القرآن بالبيئة التي نشأ فيها من يهودية ونصرانية وموروثات جاهلية.
ومما تابع فيه «بلاشير» «كازانوفا» خطأ دعواه في الفصل الثاني والثالث أن تركيز السور المكية على اليوم الآخر بهذا الأسلوب المتميز كان سببه شبح اليوم الآخر وأهواله الذي كان مخيما على فكر الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى غير ذلك من الأخطاء التي رددها هذا المؤلف في ثنايا صفحات كتابه.
والكتاب في فصوله الأخيرة أشبه ما يكون وصفيا للنقاط التي تعرض لها. والذي يدقق في الكتاب يجد وضوح تأثر المؤلف بدراسات السابقين له من المستشرقين ، أمثال «جولد تسيهر» و «كازانوفا» ، و «نولديكه» ، وغيرهم.