القرآن الكريم وحي مكتوب لا شك فيه معصوم من كل خطأ علمي ، بعكس الحديث النبوي الشريف فيها فقد يخطئ وقد يصيب عملا بقول محمد نفسه مما يؤكد على استقلالية القرآن ككلام لله سبحانه ، وأن الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صادق فيما نقله عن ربه عزوجل.
ثم ختم كتابه بخاتمة عامة :
أكد فيها أن الكتابات الموجودة في الغرب اليوم عن الكتب المقدسة الثلاثة : التوراة ، والإنجيل ، والقرآن ، لا تتناسب مع الواقع أبدا. مبينا فيها أن التوراة كانت عبارة عن مجموعة من الأعمال الأدبية تمت خلال تسعة قرون تقريبا تغيرت عناصرها في مجرى القرون بأيدي الناس فهي كفسيفساء لا انسجام فيها.
أما الأناجيل الأربعة فهي كلمات كاتبوه غير المعاصرين للمسيح عليهالسلام ولا المشاهدين لأفعاله مما تناقلته الجماعات اليهودية والمسيحية المختلفة عن حياة عيسى العامة عليهالسلام سواء كانت روايات شفوية أو مكتوبة ؛ لذا ظهر في كلا الكتابين تضادات وتناقضات بسبب ميول كل كاتب بعكس الوحي القرآني الذي نزل في عشرين عاما مما مكن للمسلمين من حفظه ثم تسجيله كتابة ومحمد على قيد الحياة ـ عليه الصلاة والسلام ـ وما تبع ذلك من تدقيق بإشراف الخليفة عثمان رضي الله عنه ـ مما جعله بعيدا عن التناقض في نصوصه ومتفقا تماما مع المعطيات العلمية الحديثة مما يستحيل على رجل كمحمد أن يكتبها من ذاته مما يجعل للقرآن أصالة فريدة بين الكتب السماوية الأخرى.
تقويم الكتاب :
هذا الكتاب بحق يعتبر كتاب العصر فهو يعتبر أفضل كتاب كتبه غربي عن الإسلام وأنصف فيه القرآن الكريم من غبن الغربيين له.
وهو كتاب دقيق في دراسته عن الكتب السماوية الثلاثة : التوراة والإنجيل والقرآن. وقد دل هذا الكتاب على رجاحة عقل الكاتب وعمق فكره ، ودل على صدق تحليله وموضوعيته وتجرده عن الهوى والدوافع الشخصية والحمية