الشرقية يعملون لهذا الهدف فأخذوا يترجمون إلى لغاتهم كثيرا من كتب المسلمين ويعملون عليها الدراسات المتعددة فيضعونها بين أيدي ساسة الغرب ليتسنى لهم إخضاع الشرق لهم فكريا ، وتوجيهه سياسيا حسب خططهم المرسومة.
من هنا زاد اهتمام هؤلاء الساسة لحركة الاستشراق وتوجيهها ودعمها لدراسة الشرق من جوانب متعددة : لغوية ، ودينية ، واجتماعية ، وتاريخية ، وسياسية ، وغير ذلك. وقد كان كثير من هؤلاء المستشرقين من منسوبي الكنيسة. لذا التقت في الاستشراق أهداف جمعيات التبشير وأهداف الدوائر الاستعمارية ، ثم توسعت الحركة الاستشراقية ونمت بشكل كبير خاصة عند ما انتقلت إلى مقاعد الدراسة ومراكز العلم حيث أسست للاستشراق معاهد ومقاعد جامعية ، وتألفت له جمعيات تهتم به وبدراساته وتنشر هذه الدراسات في صحف ومجلات لها اهتمام بهذا الجانب ومن دراساتهم التي نشرت بعض المخطوطات العربية ووضع الفهارس الشاملة لبعض الكتب الإسلامية ووضع بعض المعاجم المفهرسة (كالمعجم المفهرس لألفاظ الحديث) وتأليف (المعجم المفهرس لآيات القرآن الكريم). وكتفصيلهم آيات القرآن الكريم حسب الموضوعات إلى غير ذلك ..
ومن الجامعات التي اهتمت بالاستشراق فأنشأت له كراسي جامعية جامعة السوربون في فرنسا ، وجامعة لندن في بريطانيا ، وغيرهما. وقد بلغ بهذه الجامعات أن أخذت تعطي شهادات في الدراسات الشرقية عامة والإسلامية خاصة. ومما يؤسف له أن بعض هذه الجامعات تدعم من قبل بعض الدول العربية. ظنا منهم أن في دعمهم لها تعريفا للغرب على الإسلام. ورأى اليهود في الاستشراق بابا يحقق أغراضهم وأهدافهم فدخلوه باهتمام بالغ حتى وصل بعضهم لرئاسة بعض هذه الأقسام واحتلال كثير من كراسيها الجامعية مثل جولد تسيهر وغيره.
كما أن الدول الأوربية الشرقية بعد نجاح الثورة الشيوعية في بلادهم اهتمت بالحركة الاستشراقية لاستخدامها في حرب الإسلام الذي يقف سدا منيعا في طريق انتشارها.