وأنا أرجح أن هذه الفرقة هي التي كانت في بابل في العراق وأرسل لهم سيدنا إبراهيم عليهالسلام وحاججهم بعبادتهم للنجوم واعتقاداتهم بها أنها تضر وتنفع ، وفي تقديمهم القرابين لها.
ومن هذا الباب يكون لهذه الفرقة كتاب أو شبهة كتاب على الأقل لوجود فيهم بعض الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام والحج .. إلخ مما هو موجود في الإسلام مع الاختلاف في كيفية هذه العبادات وأوقاتها والناحية التي يتوجهون بها للصلاة.
ولا شك أنها كبقية الأديان دخلها التحريف والتبديل.
لذا سأركز في ردودي على المستشرقين من خلال عبادات هذه الفرقة لما فيها من تشابه ظاهري مع العبادات في الإسلام.
أقول وبالله التوفيق :
الشبهة الأولى : التشابه بين الصابئة والإسلام في الصلاة :
قلت : بعد رجوعي لما كتب عن الصابئة وجدت أن الباحثين اختلفوا في عدد صلواتهم فقد ذكر «تسدال» أنها سبع (١) وذكر الأستاذان : «عبد الفتاح الزهيري وفريد المنصور» أنها كانت خمسا وبعد توصية النبي يحيى ـ عليهالسلام ـ صارت ثلاثا (٢).
أما كيفية صلاتهم فهي تختلف عن صلاتنا ـ المسلمين ـ فصلاتهم الأولى : قبل طلوع الشمس بنصف ساعة أو أقل ؛ لتنقضي مع طلوع الشمس وهي ثمان ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة.
والصلاة الثانية : انقضاؤها مع زوال الشمس ، وهي خمس ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة.
__________________
(١) مصادر الإسلام ص ١٢.
(٢) الموجز في تاريخ الصابئة ص ١٠٢.