أ ـ القسم الأول : ما توافق وروده في القرآن الكريم والإنجيل معا :
القصص :
١ ـ قصة أصحاب الكهف :
ذكر «تسدال» أن هذه القصة موجودة في كتاب لاتيني اسمه (كتاب الشهداء) وأن أصلها إغريقي وأنها لم ترد في المصادر النصرانية الموثوق (١) بها كما أنكر هذه القصة «ماسينيون» والمؤرخ «ادوارد جيبون» في كتابه (سقوط روما وانحطاطها) واعتبروها من قبيل الخرافة (٢).
قلت : عرف علماؤنا القرآن الكريم بأنه كلام الله المنزل على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بلفظه ومعناه ، المعجز بتلاوته ، والمنقول إلينا بالتواتر (٣).
وهذا التعريف له دلالته في وصف القرآن الكريم. فكل ما ورد فيه من قصص وأخبار وأحكام وعقائد وغيرها قاله الله سبحانه يقينا وأوحى به على قلب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
والقصة القرآنية كما هو معروف تمتاز بالصدق والواقعية والدعوة للتوحيد وللهدايات الربانية.
وقد جاء ذكر كثير من هذا القصص بشكل أو بآخر في الكتب القديمة ولم يستطع علم التاريخ الحديث أن يبطل واحدة من هذه القصص بإقامة أدلة على عكس ما ذكره القرآن الكريم بل قد عجز عن التوصل إلى معرفة خفايا كثير منها.
أما زعم «تسدال» أن القرآن اعتمد في مصدريته على النصرانية للتشابه بين القصة القرآنية وما ورد في بعض الكتب النصرانية فهو باطل لعدة أمور :
__________________
(١) انظر مصادر الإسلام ص ١٠١ وما بعدها.
(٢) انظر نفس المصدر فصل النصرانية كمصدر وهو الفصل الرابع من الكتاب.
(٣) الوحي والقرآن الكريم ص ٣٣.