ومما يدحض هذه الاتهامات والأباطيل اكتشاف معالم الكهف والعثور على قرائن وأدلة وبينات تاريخية وأثرية حيث تؤيد ما ورد في القرآن الكريم أعظم اكتشاف تاريخي وأثري في القرن العشرين حيث أظهرت المعجزة القرآنية الكبرى بإخبار عن غيب ينكره أمثال «تسدال» وزمرته والأدلة والشواهد على حصول هذه القصة كثيرة وهو أمر يتجاهله الكثير من النصارى اليوم.
وهذه القصة كما ذكرت في الكتب الصحيحة المعتمدة ذكرت كذلك في كتب الأساطير كما أشار لذلك الأستاذ «سيد قطب» والأستاذ «رابح لطفي جمعة» (١).
واختلاف قصة أصحاب الكهف في القرآن عنها في الكتاب المقدس أمر طبيعي لتحريف كتبهم ونقصانها في كثير من الأمور وهذا لم يحصل في القرآن الكريم من فضل الله عزوجل لذا قال تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)(٢) وكتبهم أثبتت حدوثها في القرن الثالث الميلادي كما أشرت وهذا يدل على أنها حدثت واشتهرت في كتبهم التاريخية ومواعظهم الدينية. فمن البديهي عدم وجودها في كتابهم المقدس اليوم.
ومثل هذه القصة تستحق أن تخلد لأنها تعرض نموذجا للإيمان في النفوس المؤمنة واستعلائها على الحياة الدنيا وزينتها ولما فيها من مثال للحياة والموت والبعث حتى لو أنكر هذا «تسدال» و «ماسنيون» والمؤرخ «أدوارد جيبون» وغيرهم.
القصة الثانية التي استدل بها «تسدال» :
٢ ـ قصة مريم عليهاالسلام (٣) :
أنكر «تسدال» قصة مريم عليهاالسلام أن تكون وردت بهذا الشكل
__________________
(١) انظر في ظلال القرآن ٤ / ٢٢٦٠ ـ ٢٢٦١ ، وانظر القرآن والمستشرقون ص ١٤٣ ـ ١٤٤.
(٢) سورة النمل آية (٧٦).
(٣) مريم بنت عمران بن ماتان بن يعاقيم وموسى وهارون ابنا عمران من قاهت بن لاوى بن يعقوب كما في تاريخ المسعودي ١ / ٦٢ ـ ٤٨.