العبادات وأفضل القربات لم يصح لنا دين النصرانية ، ولا نتحقق بشيء منه ، كل ذلك لتغالينا في ديننا ، ولاعتقادنا صحته وسقم غيره ..](١).
ومن هنا يظهر سبب إخفاء بعض الحقائق القرآنية التي وردت في القرآن الكريم ولم ترد في الكتب السابقة كالكتاب المقدس.
د ـ عقيدة صلب عيسى ـ عليهالسلام ـ وعقيدة الفداء :
حيث نفاه القرآن الكريم وأثبتته كتب النصارى المعتمدة.
زعم «تسدال» أن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أخذ هذا المذهب من أشياع وأتباع «باسيليديس» ومريديه الذي كان يعلمهم مثل هذه البدعة ـ على حد زعمه ـ وفي ذلك يكون محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قد خالف جميع تعاليم الأنبياء والحواريين في ذلك لأنه لا بد أن المسيح الموعود به يبذل حياته الكريمة الثمينة ويكفر كفارة تامة كاملة عن خطايا جميع النوع الإنساني. وشهد الحواريون أنهم كانوا حاضرين وشاهدوا بأعينهم مخلصهم مصلوبا (٢).
هذا ما ذكره «تسدال» في أمر هذه الشبهة.
قلت : إن النهاية المأساوية لحياة المسيح ، وعلى نحو غير منتظر بالنسبة إلى المسيح عند اليهود ، كانت نقطة الانطلاق لعملية تأويلية واسعة النطاق سعت إلى تبرير كل الأحداث في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته عليهالسلام ؛ لهذا السبب ارتبط الاعتقاد بأن تعرض عيسى ـ عليهالسلام ـ لهذا الموت الشنيع بصلبه كان رغبة منه في فداء الجنس البشري من الخطيئة التي ارتكبها آدم بعصيانه لله سبحانه بأكله من الشجرة التي نهي عن الأكل منها لذا تم الاعتقاد بألوهيته وفي علاقته الفريدة بالله ووجد هذا الإيمان صيغته النهائية في قانون نيقية (SymboleDenicee) الذي نص على أنه (من أجل خلاصنا نزل من السماء
__________________
(١) مناظرة في الرد على النصارى ص ٥١ ـ ٥٢.
(٢) انظر مصادر الإسلام ص ١٣٢ ـ ١٣٣.