أهلها لما في مثل هذه المواقف القرآنية من تصفية لعقائد الناس كلهم حتى عند الذين حرفوها وضلوا بها من النصارى ومن غضب الله عليهم من اليهود. وفي ذلك تكريم للأنبياء وتشريف لهم وأدب جم بحضرتهم ولأشخاصهم أحياء وأمواتا.
ه ـ نزول عيسى ـ عليهالسلام ـ في آخر الزمان :
زعم «تسدال» أن هذا الاعتقاد عندهم ناشئ عن عدم فهم لعبارة واردة في أعمال الرسل التي تفيد بأنه ـ عليهالسلام ـ أقام مع تلاميذه أربعين يوما بعد قيامته كما أنهم استندوا إلى كتابين ساقطين وهما (نياحة أبينا القديس الشيخ يوسف النجار) وكتاب (تاريخ رقاد القديسة مريم).
لذا رجح أن يكون منشأ هذا الاعتقاد من المسلمين جهلة أصحاب البدع والضلالة .. هذا كله على حد تعبيرات «تسدال» (١).
قلت : إن هذه القضية وقع تلاميذ المسيح فيها بشك واضطراب لأنها مبنية على قضية أخرى هم مضطربون فيها وهي قضية رفع المسيح ـ عليهالسلام ـ بعد قيامه من قبره وظهوره لتلاميذه كما هم ذكروا ذلك ، فلوقا ذكر في إنجيله أنه ارتفع إلى السماء بعد قيامه من قبره (٢) بأربعين يوما (٣) وبعضهم قال : بل بعد أحد عشر عاما وقد خالف لوقا بذلك الاعتقادات القديمة القائلة : أن القيامة والصعود له حدثا في نفس الوقت في حين لم يذكره «بولس» ، و «كليمنت» و «أجناتيوس» و «هرمس» و «بوليكارب» وغيرهم (٤).
وقد حدد بعضهم جلوسه عن يمين الله عزوجل (٥) أما بعضهم زعم أن
__________________
(١) انظر مصادر الإسلام ص ١٣٧ ـ ١٣٩.
(٢) انظر إنجيل لوقا ـ الإصحاح الثالث والعشرون فقرة ٣٥ ـ ٤٣.
(٣) انظر سفر أعمال الرسل ـ الإصحاح الأول فقرة (٣).
(٤) انظر المسيح في مصادر العقائد المسيحية ص ٣٠٥. وانظر إنجيل لوقا ٢٤ : ٥١.
(٥) انظر أعمال الرسل ٢ ـ ٣٢.