والمرة الثانية :
عند ما عرج به إلى السموات العلا كما جاء ذكره في حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ الطويل.
وقد وصفت عائشة ـ رضي الله عنها ـ جبريل ـ عليهالسلام ـ بالهيئة التي رآها عليه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بقولها عما استوضح عنه أبو عائشة (مسروق) من قوله تعالى : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى)(١) حيث قالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : «إنما هو جبريل ، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء ، سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض ..» الحديث (٢).
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثه أن نبي الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حدثهم عن ليلة أسري به قال : بينا أنا في الحطيم قال قتادة : في الحجر مضطجع إذ أتاني آت .. ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض قال : فقال الجارود : هو البراق يا أبا حمزة قال : نعم. يقع خطوه عند أقصى طرفه قال : فحملت عليه فانطلق بي جبريل ـ عليهالسلام ـ حتى أتي بي السماء الدنيا فاستفتح فقيل : من هذا؟ قال : جبريل قيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : أوقد أرسل إليه؟ قال نعم : قيل : مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال ففتح .. ثم صعد حتى أتى السماء الأولى .. الثانية .. الثالثة ...... السابعة.
قال : ثم رفعت إلى سدرة المنتهى .. فقال : هذه سدرة المنتهى قال : وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت : ما هذا يا جبريل؟ قال : أما الباطنان نهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات .. إلخ (٣).
__________________
(١) سورة النجم : ١٣.
(٢) انظر : صحيح مسلم ـ كتاب الإيمان ـ باب بدء الوحي ١ / ١٤٣.
(٣) انظر مسند الإمام أحمد ٤ / ٢٠٧ ـ ٢١٠ / ٢ / ١٦٤.