بالعجائب والغرائب لأن أفعالهم لها قواعد معروفة ، وفنونها تدرس ، وفيها كتب مؤلفة يمكن لأي إنسان أن يدرسها ويبرع فيها كما برع غيره وأكثر. أما الوحي والنبوات فهبة من الله تعالى ، واصطفاء لأهلها ، فالفرق بين وواضح بين معجزة موسى ـ عليهالسلام ـ وبين ما أتى به سحرة فرعون فالوحي حقيقة لا خيال ، وصدق لا كذب ، ولا يحصل عليه حريص وإلا لنالها أمية بن أبي الصلت الذي ترهب ولبس المسوح لينال شرف النبوة ولكنه لم ينلها ، ولم يحصل عليها وذلك لأنها فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء (١).
الشبهة السادسة :
[زعم كثير من المستشرقين والمبشرين أمثال «الويز سبرنجر» و «جوستاف فايل» وغيرهم أن الحالة التي كانت تصيب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حالة صرع يغيب فيها عن الناس وعما حوله ويظل ملقى على إثرها بين الجبال لمدة طويلة ، يسمع له على إثرها غطيط كغطيط النائم ، ويتصبب عرقه ، ويثقل جسمه.
وبعضهم اعتبرها حالة هستيرية ، وتهيجا عصبيا ، يظهر عليه أثرها في مزاجه العصبي القلق ، ونفسه كثيرة العواصف بشكل غامض ، حتى كان يصل به الأمر أن لا يفرق بين تعاقب الليل والنهار ، وقد هزل على إثرها جسمه ، وشحب لونه ، وخارت قواه](٢).
الجواب :
هذه المزاعم والمفتريات ليس لها سند من الواقع التاريخي فرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عاش ومات وهو بكامل صحته وعافيته ولم يظهر عليه أي عارض نفسي أو عصبي على ما يزعمون.
__________________
(١) انظر كتاب الوحي والقرآن الكريم ، د / محمد حسين الذهبي ص ٢٨ بتصرف.
(٢) انظر مقدمة القرآن ـ مونتجمري ، واط ص ١٧ ـ ١٨ ، ومقدمة القرآن ل بل ص ٢٩ ـ ٣٠ ، وكتاب العقل المسلم ص ٤١ ، كتاب حياة محمد هيكل ، ص ٤٥.