ومناقشتها بالدلائل محظور وذلك تخلصا من نقاش عامة النصارى للأسس والعقائد الكنسية المنافية للعقل والعلم كالتثليث ونحوه (١).
٣ ـ جعل الدراسات الاستشراقية مصدرا لتعليم الإسلام للمسلمين أنفسهم ومصدرا للدراسات عن الشرق عامة.
لقد شملت دراسات المستشرقين كافة الدراسات العربية والإسلامية مما دعا قومنا لإكبارهم والإعجاب بإنتاجهم العلمي واثقين بهذه الدراسات كل الثقة لتوهمهم أنها أنشئت على الموضوعية العلمية والحياد والإنصاف في البحث ابتغاء الحقيقة.
وغفل قومنا أن هؤلاء لم يكونوا أمناء على كتابهم المقدس فكيف بهم يؤمّنون على دراساتنا ولغاتنا. والذي يطلع على ما كتب هؤلاء يجد أنهم وضعوا السم في الدسم ، وقلبوا الحقائق وكتموا الحق وهم يعرفونه. وقد وصل الهوان بقومنا أن أصبحت مناهج التعليم في كثير من الدول الإسلامية في المدارس والجامعات من صنع هؤلاء المستشرقين.
قال الأستاذ «عبد الرحمن الميداني» : [وسقطت معظم الجامعات المنشأة في بلاد المسلمين تحت الأيدي الخفية للاستشراق والتبشير والدوائر الاستعمارية ، وغدت خططها ومناهجها وتوجيهاتها تخضع بطريق غير مباشر لما تفرضه وتمليه هذه الأيدي الخفية ، وغدت الكنيسة الغربية تفخر بأن العلوم الإسلامية والعلوم العربية تدرس على طريقتها التي تخدم أغراضها في بلاد المسلمين ، وبأن المشرفين على تدريس هذه العلوم من تلامذة أبنائها](٢).
وأي انتكاس أقبح من هذا الانتكاس ، أن يتعلم المسلمون دينهم ولغاتهم وفق طرائق أعدائهم وأعداء دينهم ، ووفق دسائسهم وتشويهاتهم وتحويراتهم وأكاذيبهم وافتراءاتهم.
__________________
(١) وحي الله ـ د / عتر ص ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) أجنحة المكر الثلاثة ـ للميداني ص ١٥٠ ، طبعة دار القلم ـ دمشق.