وهذه الفرية ترد بما يلي :
١ ـ كما ذكرت سابقا أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يتلقى الوحي في أكثر من حالة ولكنه لم يكن يظهر عليه أي مظهر من مظاهر الاضطراب النفسي أو القلق ، وقد جاء وصف حالات الوحي في أكثر من حديث منها حديث الحارث بن هشام ـ رضي الله عنه ـ عند ما سأل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن كيفية إتيان الوحي إليه.
٢ ـ الثابت علميا أن المصروع يتعطل تفكيره ، وإدراكه تعطلا تاما ، فلا يدري أثناء نوبته عما يدور حوله ، ولا ما يجيش في نفسه ، ويغيب عن صوابه. وتعتريه تشنجات تتوقف فيها حركة الشعور عنده ، ويصبح المريض بلا إحساس وأبرز سمة عنده تكون النسيان ولكن الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يكن يظهر عليه شيء من ذلك. فكان يبقى في تمام وعيه قبل وخلال وبعد حالة الوحي فكان يفصم عنه وقد وعي كل ما قاله له جبريل ـ عليهالسلام ـ من آيات بينات ، وتشريعات محكمات ، وعظات بليغات ، وأخلاق عظيمة ، وكلام بلغ الغاية القصوى في الفصاحة والبلاغة والإعجاز حتى طأطأ لإعجازه أقدر الناس فصاحة وبلاغة فرادا أو مجتمعين وفي كل الأزمان.
٣ ـ وسائل الطب الحديث ، والأجهزة المتقدمة في التشخيص والعلاج ، أثبت هذا الطب أن نوبات الصرع ناتجة عن تغيرات فسيولوجية عضوية في المخ. حيث أمكن تسجيل تغيرات كهربائية في المخ أثناء النوبات الصرعية مهما كان مظهرها الخارجي. كما أثبت الطب الحديث أن هناك مظاهر عديدة ومختلفة لنوبات الصرع وذلك تبعا لمراكز المخ التي تبدأ فيها التغيرات الكهربائية ، وتبعا لطريقة انتشارها وسرعته.
وأهم نوبات الصرع ، النوبات الصرعية النفسية.
وفي هذه الحالة من نوبات الصرع فإنه تمر بذهن المريض ذكريات قديمة ، وأحلام مرئية أو سمعية أو الاثنان معا ، وتسمى «بالهلاوس» وهذه الذكريات