٤ ـ تمزيق الوحدة اللغوية في الأمة الإسلامية حرصا على تمزيق عقيدة الأمة ووحدتها.
صب المستشرقون وعملاؤهم أشنع الاتهامات على اللغة العربية فزعموا أنها عاجزة عن مسايرة ركب الحضارة المعاصرة ، وموكب العلم الحديث مع أن هذه اللغة أقوى لغات العالم في توليد الألفاظ والكلمات اللازمة للمعاني المستحدثة بالنحت والاشتقاق ، والقلب والإبدال والتعريب (١).
فركز المستشرقون طعوناتهم في حيوية هذه اللغة وروجوا لغيرها من اللغات بأساليب متعددة منها :
أ ـ زعمهم أن اللغة العربية اقتبست كلمات عربية من لغات قديمة متنوعة. مما يدل على قصورها في تلبية حاجات الشعوب والمعروف أن الشعوب تتأثر ببعضها ثقافة وحضارة إلى غير ذلك من الأمور ، لذا فأمر طبيعي انتقال بعض المفردات من أمة إلى أمة أخرى كما هو ملاحظ اليوم بين شعوب الأرض قاطبة.
ب ـ ومن ذلك زعمهم أن اللغة العربية عسيرة التعلم ؛ لذا تبنوا الدعوة إلى اللغة العامية ليجمدوا تقدم العربية وتمكنها من نفوس المسلمين فيضعف فهمهم للقرآن الكريم.
وكان على رأس الداعين لهذه الدعوة من المستشرقين «د. نللينو» الإيطالي ، و «سيافكوفسكى» الروسي ولكل منهما كتاب بعنوان (دراسة عامية مصر).
والمستشرق «فيليب وولف الألماني» وله كتاب بعنوان (دراسة عامية مصر والشام وفلسطين) ومجموعة من علماء فرنسا برئاسة «ماشويل» ولهم كتاب بعنوان (دراسة عامية المغرب وتونس).
والمستشرق «إلياس برازين» الروسي وله كتاب بعنوان (دراسة عامية
__________________
(١) الفصحى لغة القرآن الكريم. أنور الجندى ، ص ٥١.