المنكرين الملحدين.
الشبهة الثانية :
زعموا أن القرآن نقص منه بعض السور مستدلين على ذلك بكتابة بعض الصحابة كأبي بن كعب بعض السور ولم تكتب في القرآن الحالي ويقصدون بذلك سورتي الخلع والحفد كما يحلو لهم تسميتهما وهو ما يطلق عليه عندنا دعاء القنوت : «اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ..» (١) أو غيرهما مما تلقفوه من أقوال الشيعة المردودة في حق القرآن الكريم.
الجواب :
هذه القضية وسابقتها من القضايا الهامة لتعلقها بجوهر القرآن وكماله وتمام نصه. والمستشرقون بنزوات خيالهم وجنوح فكرهم وما جبلت عليه نفوسهم يطيب لهم أن يتهموا القرآن الكريم هذا الجوهر المصون ، فيدعون أن النص الموجود في مصاحف المسلمين نص غير كامل ويزعمون ـ للبرهنة على ذلك ـ بمثل هذه الأدلة غير الصحيحة ، وبما نسبوه للشيعة من أقوال أن القرآن دخله النقص والزيادة. ولكن لحسن الحظ فقد قيض الله لهذا الإسلام من ينفي عنه زيغ المبطلين وتأويل الجاهلين وزيف المنحرفين وأهواء الضالين. قال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» (٢).
وخلو القرآن من الزيادة والنقصان والتحريف أمر لا يشك فيه مسلم سواء كان متدينا أو من غير المتدينين فالكل منهم يعترفون أن القرآن الكريم هو الوثيقة الربانية التي حفظت من التغيير والتبديل والتي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها تنزيل من حكيم حميد»(٣).
__________________
(١) انظر مذاهب التفسير الإسلامي ـ جولد تسيهر ص ٢.
(٢) انظر التمهيد لابن عبد البر ج ١ / ٥٩ ، طبعة المطبعة الملكية المغربية.
(٣) انظر قضايا قرآنية د / فضل عباس ، دار البشير عمان ص ٢١٦ وما بعدها.