والتثبت مع أنهم كلهم عدول أمناء أوفياء لا يجرءون أن يكذبوا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا بزيادة ولا بنقصان لا لمصلحة خاصة لأحدهم ولا عامة كما يزعم الشيعة فكيف إذن لا يكونون أشد تحققا وتثبتا في كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من الحديث النبوي الشريف أو غيره.
قال المستشرق الأمريكي «ر. ف. بودلي» في كتابه (الرسول : حياة محمد) عن القرآن الكريم : [فبين أيدينا كتاب معاصر فريد في أصالته وفي سلامته لم يشك في صحته كما أنزل أي شك جدي ، وهذا الكتاب هو القرآن. وهو اليوم كما كان يوم كتب لأول مرة تحت إشراف محمد ، وعلى الرغم من أن الأفكار قد دونت في الرقاع وسعف النخل والعظام في لحظات غريبة ، فالسور والآيات الأصلية قد حفظت .. ثم يقول : وإن الحسنة الوحيدة في طريقة زيد أنها كانت أمينة فوق الشبهات فلم يفعل شيئا ليضيف فقرات ، أو يضع جمل ربط ، أو بحذف أو ينسخ تفاصيل تشين الإسلام ، لقد عمل بإخلاص لا يمكن تصوره حتى إنه لما انتهى من نشر القرآن ، كان الكتاب من عمل مؤلفه خالصا ومؤلفه فقط) ـ أي الله سبحانه وتعالى ـ.
ثم يقول : والمهم أن القرآن هو العمل الوحيد الذي عاش أكثر من اثني عشر قرنا دون أن يبدل فيه ، ولا يوجد شيء يمكن أن يقارن بهذا أدنى مقارنة ، لا في الديانة اليهودية ولا في الديانة المسيحية) (١).
والآن سأعرض لبعض هذه المزاعم للرد عليها.
المسألة الأولى :
ما نسبوه لعلي ـ رضي الله عنه ـ أنه أسقط آية المتعة .. إلخ فهو محض كذب وافتراء ولا أدري ما ذا يريد الطاعن بالمتعة فإن أراد نكاح المتعة فالآية التي يستدل بها بعض القائلين بإباحته موجودة في سورة النساء لم يحذفها علي كما زعموا
__________________
(١) تاريخ القرآن ـ الكردي ص ٦٨ ـ ٦٩.