اختلاف. وقد كانت من الكثرة مما لو حاول بعضهم أن يحصيها لأواخر عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ لما استطاع ، وآلت الخلافة والسلطة للإمام علي ـ رضي الله عنه ـ الذي سار على طريق من سبقه من الخلفاء ، فلو كان نقص أو زيادة في القرآن وعلمه لما وسعه إلا إبرازه ولأعاده لما ينبغي أن يكون عليه من الصواب. بل قد نقل عنه أقوال تدافع عن عثمان وجمعه وأنه ما صدر إلا عن موافقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم وعلى رأسهم علي نفسه ـ رضي الله عنه ـ.
ولما كان هذا موقفه تبين زيف الشيعة ومن ورائهم زمرة المبشرين والمستشرقين وبطلان دعواهم بوجود النقص والزيادة في كتاب الله سبحانه وأنه لم يجمع إلا للأئمة الأعلام من الشيعة وعلى رأسهم الإمام علي ـ رضوان الله عليه ـ وقد علق على موقف الشيعة من القرآن الكريم «بل ، وواط» حيث بينا أن هذه التهم لا تقوم على أسانيد منطقية ولا تنسجم مع أسس النقد الحديث وأن القرآن لا يشك في موثوقيته (١).
وقد حاول المستشرقون إيجاد بعض الأدلة ليدعموا هذه المزاعم التي تلقفوها من الشيعة للإيهام أن في القرآن نقصا وعلى رأس هؤلاء المستشرقين «جرجس صال» ومن هذه الأدلة:
١ ـ قول الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «رحم الله فلانا أذكرني كذا كذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا وفي رواية «أنسيتها» كنت نسيتها» (٢).
٢ ـ قوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)(٣).
__________________
(١) انظر مقدمة القرآن ـ لمنتجمري واط ص ٥١.
(٢) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ٩ / ٨٤ ـ ٨٥ ، كتاب فضائل القرآن باب نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا؟.
(٣) سورة الأعلى : ٦.