وفي مصحف عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ في سورة الأحزاب : «إن الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصلون في الصفوف الأولى».
فلهذا السبب ولغيره اتفقت الأمة بموافقة عثمان ـ رضي الله عنه ـ على الاجتماع على مصحف واحد وتحريق ما سواه حتى لا تكون هذه المصاحف سببا للفتنة وضياع النص الإلهي الصحيح (١).
ومن هنا يظهر أن وجود مصحف خاص بعلي وبزوجه فاطمة مع وجود بعض المخالفات بينها وبين المصحف الإمام ، ليس دليلا كافيا على وجود النقص والزيادة في الكتاب العزيز لأن الحجة في الكتاب نفسه على غيره لا العكس.
المسألة الرابعة :
استدلالهم على الزيادة والنقصان في القرآن الكريم بعمل الحجاج (٢) إلى غير ذلك لإثبات خلافة بني أمية ، وإبطال خلافة ولد علي والعباس على حد زعمهم.
الجواب :
هذه القضية من جملة الأدلة الواهية التي يستدلون بها على مثل هذا الأمر الخطير. وهذه القضية ينقضها الواقع ويكذبها التاريخ ، وهي تتلخص في أن الناس لما فسدت ألسنتهم باختلاف ألفاظهم ، وتغير طباعهم ، بدخول اللحن على كثير من خواص الناس وعوامهم ، حدث تغيير وتحريف في نص القرآن الكريم ، طلب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان على إثر ذلك من الحجاج بن يوسف الثقفي واليه على العراق ، بإعجام المصاحف ليزول اللحن والخطأ في كتاب الله عزوجل. قال الإمام أبو عمرو الداني موضحا هذا الأمر في كتابه المحكم في نقط
__________________
(١) كتاب شبهات مزعومة حول القرآن الكريم ص ١٥٢ ـ ١٥٤.
(٢) أسرار عن القرآن ـ سال ص ٣٤ ، والمدخل لدراسة القرآن الكريم ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، ومناهل العرفان ١ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧.